أدى صدور الاحكام في قضيتي الاعتداء على الجيش اللبناني في العام 2008 والتي شملت موقوفين من شمال لبنان ولا سيما الشيخ طارق مرعي (حكم 15 سنة سجن) الى احتجاج من قبل اهاليهم الذين توجهوا غاضبين الى ساحة عبد الحميد كرامي، ولجأ الجيش الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وتوجه المحتجون لاحقاً الى منزل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في طرابلس. وكانت إشاعات ترددت في طرابلس عن أن الأحداث الأمنية ستتجدد بعد الأعياد في المدينة ما استدعى اجتماعاً في السراي الكبيرة في بيروت رأسه ميقاتي، في وقت نفّذت فاعليات اقتصادية ووجوه سياسية وعلماء ومشايخ اعتصاماً في دار الفتوى في طرابلس، احتجوا خلاله على «الفوضى الأمنية التي تشهدها المدينة من قبل مسلحين»، محملين الدولة والأجهزة الأمنية «مسؤولية ترك طرابلس للزعران والعصابات المسلحة».وقال المعتصمون في بيان، إن «المدينة مخطوفة من قبل هؤلاء والناس لم تعد قادرة على تحمل ما يجري يومياً في المدينة». وطمأن وزير الداخلية مروان شربل بعد الاجتماع المواطنين الى أن ما يطلق «مجرد اشاعات، وان الأجهزة الأمنية جاهزة للقيام بحفظ الأمن والنظام»، وقال: «سيعقد (اليوم) اجتماع لمجلس الأمن المركزي لتطبيق الخطة التي وضعناها، وإضافة بعض البنود التي سيتم بحثها في الاجتماع المخصص للوضع الأمني في طرابلس خصوصاً وأُطمئن أيضاً الذين تفرض عليهم الخوات الى أننا سنلاحق من يقوم بهذه الأعمال عبر القضاء وهم معروفون بالأسماء». وكان التوتر الأمني خيّم على طرابلس نتيجة إشكال فردي وقع منتصف ليل أول من أمس في الأسواق الداخلية وأحياء متفرقة في أبي سمراء ومنطقتي النجمة والزاهرية، وما لبث أن تطوّر إلى إطلاق نار ما أدى إلى جرح سبعة أشخاص، فضلاً عن إحراق ونهب الكثير من المحال التجارية لا سيما في خان الصابون الذي عمد بعض المسلحين إلى نهب محتوياته وإحراقه. واستدعت هذه الفوضى الأمنية تحركاً للهيئات الاقتصادية والنقابية التي نفذّت اعتصاماً في سوق الذهب وخان الصابون، مطالبين الجيش والأجهزة الأمنية ب «الانتشار في الأسواق والأزقة ووضع حدّ للانتشار المسلّح والعبث بأملاك المواطنين». كما نفّذ رؤساء بلديات وعلماء ومشايخ عكار اعتصاماً آخر، في بلدية ببنين، استنكاراً لإصابة شيخ قراء عكار خالد بركات عقب صلاة الصباح برصاص مسلحين أقدموا على إطلاق النار على مطعم في أبي سمراء وصودف مرور بركات، ما أدى إلى إصابته.