وجهت المعارضة السورية صفعة رمزية الى النظام عندما سيطرت على اربع قرى في ريف محافظة اللاذقية، معقل الغالبية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد، فيما استخدمت القوات النظامية مجدداً السلاح الكيماوي في قصف مدينة عدرا بريف دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان مقاتلي المعارضة حققوا تقدماً في ريف اللاذقية وسيطروا على اربع قرى ذات غالبية علوية»، مشيراً الى ان القوات النظامية «استعادت السيطرة على قرية بيت الشكوحي، عقب اشتباكات عنيفة». وأضاف المرصد ان «»20 مقاتلاً على الأقل استشهدوا، وقتل 32 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها»، في الاشتباكات، وأوضح ان «القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث الموالية لها، ترسل تعزيزات الى المنطقة». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مناطق جبل الأكراد وجبل التركمان في شمال المحافظة الممتدة على الساحل السوري، حيث تدور المعارك، تضم خليطاً من السنة والعلويين «ما يجعل من شبه المستحيل تفادي تحول النزاع فيها الى طابع مذهبي». وكان القتال بدأ فجر الأحد، عندما هاجم مقاتلو المعارضة المتمركزون في بلدة سلمى عشر قرى علوية ليسيطروا على اربعة منها، قبل ان يفقدوا احداها امس. وأعاد ناشطون اسباب فتح هذه الجبهة الجديدة الى ان القرى المستهدفة تستخدم كمنصة لإطلاق الصواريخ وللقصف المدفعي على مناطق المعارضة. وحيا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «ثوار الساحل الشرفاء وإخوانهم الذين آزروهم من المدن السورية كافة». في هذا الوقت، استخدمت القوات النظامية مرة جديدة الغازات السامة في قصف مدينة عدرا التي تعرضت لغارات جوية أيضاً ادت الى سقوط قتلى وجرحى، فيما تجددت الاشتباكات في محيط ساحة الحرية بمدينة داريا اثر محاولة دبابات للقوات النظامية فك الحصار عن عناصره المحاصرين في احد الأبنية. وأشار «المرصد السوري» من جهة اخرى الى مقتل «15 مواطناً هم ثماني سيدات وطفلتان وخمسة رجال جراء غارة نفذها الطيران الحربي على مناطق في بلدة بليون بمنطقة جبل الزاوية» في ادلب. كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات كفرلاته وسرجة وكنصفرة، ما ادى الى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل. وتفقد وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج امس وحدات للجيش النظامي في حي الخالدية في حمص (وسط) الذي استعادته القوات النظامية الأسبوع الماضي لكن لا تزال هناك جيوب للمعارضة عند اطرافه. وذكرت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) ان فريج الذي يشغل كذلك منصب نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة «يقوم بجولة في حي الخالدية بحمص ويتفقد الوحدات التي اعادت الأمن والاستقرار الى الحي». وكان الأسد اعتبر مساء اول من امس في افطار اقامه لشخصيات في احد القصور الرئاسية، ان المعارضة «ساقطة أخلاقياً وشعبياً وليس لها اي دور» في حل الأزمة المستمرة في بلاده منذ عامين ونصف العام. وقال ان لا حل ممكناً سوى «بضرب الإرهاب بيد من حديد». وأضاف «صحيح ان المعركة تخاض في الإعلام وفي المواقع الاجتماعية وفي المجتمع، لكن الحسم للأزمة هو فقط في الميدان»، مشيراً الى ان «المعاناة الاقتصادية التي نعاني منها جميعاً، الخدمات المتراجعة، كل الأمور اليومية التي نعاني منها كسوريين مرتبطة بالوضع الأمني، ولا حل لها سوى بضرب الإرهاب».