حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً محدوداً في ريف محافظة اللاذقية الساحلية ذات الغالبية من العلويين، في غرب سورية، حيث تخوض القوات النظامية معارك لاستعادة قرى سيطر عليها المعارضون أول من امس. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «مقاتلي المعارضة حققوا تقدماً في ريف اللاذقية، وسيطروا على اربع قرى ذات غالبية علوية»، مشيراً الى ان القوات النظامية «استعادت السيطرة على قرية بيت الشكوحي، عقب اشتباكات عنيفة». وأضاف المرصد ان «20 مقاتلاً على الاقل استشهدوا، وقتل 32 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها»، في الاشتباكات، وأوضح ان «القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث الموالية لها، ترسل تعزيزات الى المنطقة». وأفاد المرصد ان المقاتلين استهدفوا مواقع للقوات النظامية في جبل الاكراد وجبل التركمان في شمال المحافظة الممتدة على الساحل السوري، نقطة ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان هذه المناطق تضم كذلك خليطاً من السنة والعلويين «ما يجعل من شبه المستحيل تفادي تحول النزاع فيها الى طابع مذهبي». وكان القتال بدأ فجر الاحد، عندما هاجم مقاتلو المعارضة المتمركزين في بلدة سلمى عشر قرى علوية. وقال ناشط محلي انه امكن سماع اصوات سيارات الاسعاف طوال اليوم وكان يتخللها اصوات القصف والغارات الجوية. وأفاد ناشط معارض في اللاذقية ان المقاتلين قرروا فتح جبهة جديدة رداً على تعرض المناطق التي يتواجدون فيها لقصف من القرى المجاورة. وقال عمر الجبلاوي لوكالة «فرانس برس» عبر الانترنت «ثمة معركة لتحرير المناطق التي تستخدم كمنصات لقصف المدنيين». وأضاف ان «المعنويات مرتفعة جداً»، مشيراً الى ان التطورات على الساحل السوري «مهمة ليس فقط للمنطقة، بل لكل البلاد». وأوضح ان كتائب مقاتلة عدة تشارك في المعارك، بعضها مرتبط ب «الجيش السوري الحر»، في حين ان الاخرى مناطقية او ذات توجه جهادي. لكن ناشطين آخرين أبدوا معارضتهم لفتح جبهة جديدة في هذا الوقت. وقالت سما نصار المقيمة في اللاذقية ان للمقاتلين المعارضين «عادة التصعيد من دون التحضير بمجرد ما ان يشعروا انهم يملكون ما يكفي من الاسلحة. لكنهم غير مستعدين... ورد فعل النظام سيكون مجنوناً». وأشارت الى ان المقاتلين اسروا رجل الدين العلوي بدر غزال من قرية بارودة، بعد اصداره فتوى تدعو الى القضاء على المقاتلين المعارضين. من جهته، حيا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «ثوار الساحل الشرفاء واخوانهم الذين آزروهم من المدن السورية كافة». وفي إدلب، أفاد المرصد عن مقتل «15 مواطناً هم ثماني سيدات وطفلتان وخمسة رجال جراء غارة نفذها الطيران الحربي على مناطق في بلدة بليون بمنطقة جبل الزاوية». كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات كفرلاته وسرجة وكنصفرة، ما ادى الى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل. ودارت اشتباكات عنيفة فجر الاثنين بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط وادي الضيف الذي يشهد محيطه منذ يومين اشتباكات متقطعة. وترافق ذلك مع قصف من القوات النظامية على بلدة معرشمشة القريبة من المعسكر، ما ادى الى نشوب حرائق في بعض المنازل، كما سقطت قذائف هاون على بلدة الفوعة وأصيبت إمراة بجروح. وفي دمشق، جددت القوات النظامية قصفها بمدفعية الهاون على حي الحجر الأسود وبقية الأحياء الجنوبية للعاصمة، وسط تحليق للطيران الحربي في سماء المنطقة، ولم ترد أنباء عن إصابات. وتزامن ذلك مع استمرار إغلاق معبر مخيم اليرموك. اما في ريف دمشق، فتجددت الاشتباكات في محيط ساحة الحرية بمدينة داريا، بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، إثر محاولة دبابات القوات النظامية فك الحصار عن عدد من عناصر القوات النظامية المحاصرين داخل إحد الأبنية. كما سقطت قذيفة هاون على ضاحية الأسد التي تقطنها غالبية من سكان الساحل السوري، ووردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى. وسقط مقاتلان من المعارضة في اشتباك في مدينة عدرا. وأفاد نشطاء أن القوات النظامية استخدمت غازات ضد مقاتلي المعارضة، في حين شن الطيران الحربي غارة على البساتين المحيطة بحاجز النور في محيط بلدة المليحة. وفي ريف حلب، دارت اشتباكات في منطقة دابق، في حين شن الطيران الحربي غارة على محيط مطار منغ العسكري الذي تحاصره المعارضة.