ركزت قوات النظام مدعومة من عناصر «حزب الله»، هجومها أمس على أحياء القاهرة وباب هود والخالدية في محاولتها للسيطرة الكاملة على مدينة حمص وسط البلاد، وجوبهت بمقاومة عنيفة من مقاتلي المعارضة. وقُتل 14 شخصاً بقصف على بلدة قرب دمشق مع استمرار الغموض إزاء طبيعة التفجير الذي حصل مساء أول أمس في «المربع الأمني» في العاصمة. وفيما فرضت قوات النظام حصاراً في جنوب البلاد، دمر «الجيش الحر» عربات للجيش النظامي في المنطقة، ونسفت المعارضة جسراً يربط الساحل بالداخل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية واصلت أمس قصفها المركز على حي الخالدية في حمص فيما اندلعت مواجهات ضارية في حي باب هود مع ورود أنباء عن قتلى وجرحى من الطرفين. وقُتل مواطنان من حي الوعر، أحدهما استشهد في ظروف مجهولة، في حين قُتل الآخر تحت التعذيب، بعدما اعتقلته القوات النظامية. وقال الناشط يزن الحمصي لوكالة «فرانس برس» عبر سكايب، إن النظام «حاول لليوم الرابع اقتحام الأحياء المحاصرة، مستخدماً القصف العنيف والغارات الجوية». وأشار إلى أن القوات النظامية ركزت عملياتها «على أحياء باب هود والقاهرة والخالدية، لكن المقاتلين المعارضين نجحوا في صدها». وفي ريف حمص، قُتل مواطنان أحدهما من مدينة تلبيسة والآخر من بلدة تلدو في الحولة، في قصف للقوات النظامية. كما سقط عدد من الجرحى في تلبيسة. وقال «المرصد» إن قوات النظام اقتحمت حي باب قبلي في مدينة حماة المجاورة لحمص. وقامت بحملات دهم وتفتيش للمنازل في أحياء المحطة والشيخ عنبر والجلاء. كما اقتحمت حي الكرامة بعدد من الآليات وانتشرت في حي الباشورة ودهمت منازل فيه. وفي ريف إدلب في شمال غربي البلاد، فجرت الكتائب المقاتلة جسر بلدة بسنقول الذي يربط بين حلب شمالاً واللاذقية غرباً ويعتبر الرابط الرئيس بين الساحل والداخل. وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة استخدموا خمسة أطنان من المتفجرات لنسف الجسر. وكانت المعارضة دمرت حاجزاً للجيش النظامي في بسنقول وفجرت دبابتين أول من أمس. وتعرضت قرية حزارين بريف إدلب لقصف القوات النظامية من موقعها في الزعلانة قرب معسكر وادي الضيف في معرة النعمان. وفي حلب شمالاً، استهدف الجيش النظامي حي الأشرفية، وقُتل معارض من قرية كفرعمة في الريف الغربي في اشتباك مع رتل للقوات النظامية خرج إلى سادكوب قرب منطقة الراموسة. كما قُتل مقاتلان خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة خان العسل بريف حلب. وتحدث «المرصد» عن إصابة مواطن برصاص قناص نظامي. وسقطت قذائف مدفعية على أطراف بلدة الأبزمو كانت القوات النظامية أطلقتها. وشنت طائرات حربية غارة على محيط قرية بنان التابعة لبلدة السفيرة في الريف الشرقي، وسط قصف مدفعي من القوات النظامية على القرية القريبة من «مؤسسة معامل الدفاع» ومطار النيرب العسكري. ودارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة ورتل نظامي خرج من اللواء 93 في عين عيسى في ريف الرقة، شمال شرقي البلاد، مع ورود أنباء عن سيطرة المقاتلين على دبابتين وعربتين مدرعتين وناقلة جند. وقال «المرصد» إن كتائب مسلحة تحاصر قرية تل الحضارة الواقعة جنوب بلدة تل حلف منذ يومين ب «حجة تعامل البعض مع النظام، حيث اقتحم المقاتلون القرية واعتقلوا عدداً كبيراً من أهاليها». وفي دمشق، تجدد القصف على مناطق في حيي جوبر والقابون ومنطقة بساتين حي برزة، فيما تحدثت مصادر موالية عن تقدم القوات النظامية في حي جوبر بعد مواجهات استمرت أشهراً. وأشار «المرصد» إلى ارتفاع قتلى بلدة كفربطنا إلى 14 شخصاً بينهم 3 سيدات وثلاثة أطفال «نتيجة القصف الذي تعرضت له مناطق في البلدة من القوات النظامية». وقال معارضون إن 22 آخرين جرحوا. وقُتل مواطن من المليحة في قصف على بساتين البلدة. وتعرضت مدينتا دوما والزبداني لقصف القوات النظامية، فيما شن الطيران الحربي غارة على منطقة رأس العين التابعة لمدينة يبرود في القلمون على الطريق الدولية بين دمشق ووسط البلاد. وتعرضت مناطق في مدينة دوما لقصف بقذائف الهاون ما أدى إلى مقتل رجل، فيما واصلت القوات النظامية استهداف مدينة زملكا وبلدة بيت جن ومحيطها ومناطق في بلدة يلدا وسط تحليق للطيران في سماء مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وكان «المرصد» قال إن «عدداً من عناصر أجهزة الأمن أصيب بجروح في تفجير» وقع مساء الثلثاء في حي كفرسوسة في جنوب غربي دمشق والذي يعتبر بمثابة «مربع أمني» لما فيه من مواقع حكومية وأمنية. وتبنى «لواء الشام» في فيديو بثه على الإنترنت، العملية من دون إعطاء أية تفاصيل ومن دون أن يكون في الإمكان التأكد من الخبر، فيما تحدث ناشطون عن إصابة مسؤولين أمنيين. لكن وكالة الأنباء الرسمية الرسمية (سانا) قالت إن الانفجار ناتج عن «قذيفة هاون أطلقها إرهابيون قرب مرأب المحافظة في منطقة كفرسوسة»، مشيرة إلى وقوع أضرار «مادية وبسيطة». وبين دمشق وحدود الأردن، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة بصر الحرير في ريف درعا، وتجددت الاشتباكات في محيط حاجز المستشفى الوطني المحاصر في محاولة للقوات النظامية فك الحصار عنه. وتحدث «المرصد» عن تدمير وإعطاب المقاتلين خمسة آليات ثقيلة، وسط قصف عنيف من القوات النظامية.