قدّم وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، رؤية متشائمة للمفاوضات مع إيران، إذ أعرب عن «أمل، لا تفاؤل»، بإبرام اتفاق يطوي ملفها النووي، معتبراً أن ثمة 4 طرق تتيح لها امتلاك «قنبلة». وفي ما يشبه اعتذاراً، وصف كيري تصريحات لمسؤول أميركي سخر من «جبن» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأنها «مهينة وغير مقبولة ومسيئة»، مؤكداً أنها لا تعكس رأيه ولا رأي الرئيس باراك أوباما وإدارته. وتابع كيري: «لم يسبق أن سمعت هذه الكلمة في البيت الأبيض، ولا أعلم من هم الأشخاص المجهولون الذين يُنسب إليهم كلام يجعل الحياة أكثر صعوبة بكثير». واعتبر أن عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية «قابلة للتحقّق، لكنها تتطلب شجاعة وقوة»، مضيفاً: «على الجانبين أن يكونا مستعدين لتسوية، بهدف تحقيق ذلك». وتعهد أن تتابع الولاياتالمتحدة العمل ب «صمت وفاعلية»، لإعادة إطلاق تلك العملية. وفي الملف الإيراني، أشار كيري إلى أن هناك «أربع طرق لامتلاك إيران قنبلة» ذرية، وتتمثّل في منشآت فردو وناتانز (لتخصيب اليورانيوم) وآراك (التي تعمل بماء ثقيل)، ومن خلال «خطوات سرية». وتطرّق في محاضرة أمام معهد «أتلانتك كاونسل» (مقره واشنطن)، إلى إمكان إبرام إيران والدول الست المعنية بملفها النووي اتفاقاً نهائياً بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، قائلاً: «لن أعبّر عن تفاؤل، بل عن أمل»، علماً بأن مصادر موثوقة رجّحت تمديد الاتفاق الموقت الذي توصل إليه الجانبان في جنيف العام الماضي. وأكد كيري أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ستكون «حذرة جداً»، وزاد: «كل الأمور ستستند إلى نصائح الخبراء. وستحدد الأسابيع المقبلة هل إيران قادرة على اتخاذ قرارات صعبة مطلوبة منها». وكرّر أنه يفضل «عدم التوصل إلى اتفاق (على التوصل) إلى اتفاق سيئ». وكشف أن الأميركيين أجروا «نقاشات مع الإيرانيين عن سورية»، مقللاً من أهمية خلافات مع مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، تشمل الملف الإيراني كما أوردت وسائل إعلام أميركية. وأشار إلى أنهما تناولا العشاء لمدة ثلاث ساعات ونصف ساعة في منزله، مؤكداً أن «الحديث عن خلاف ليس صحيحاً». وكان توني بلينكن، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، اعتبر أن واشنطن تواجه «في سورية، إيران ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وحزب الله» اللبناني، ومن جهة أخرى تنظيمَي «الدولة الإسلامية» (داعش) و»جبهة النصرة». إلى ذلك، كرّر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، رفض بلاده اقتراحاً أميركياً برفع «تدريجي» للعقوبات المفروضة عليها. وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن طهران لا تعتزم تقديم «مزيد من التنازلات» في المفاوضات «النووية»، وحضت الغرب على اتخاذ «خطوات جريئة» تطوي الملف النووي.