اندلعت اشتباكات بين وحدات الحرس الوطني التونسي (الدرك) ومجموعة مسلحة في محافظة جندوبة (شمال غرب) من دون وقوع إصابات في صفوف القوات الحكومية. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي أمس، إن «عناصر إرهابية حاولت التسلل من جبال جندوبة إلى المدينة للتزود بالمؤن من أحد المحال، فتمّ التفطن لها وإطلاق النار في اتجاهها». وذكر شهود أنهم سمعوا أصوات إطلاق نار في المدينة التي استُقدمت إليها تعزيزات عسكرية كبيرة. وأُصيب عدد من المسلحين قبل فرارهم نحو أحد الأودية على مشارف المدينة. ولا تزال عمليات التمشيط متواصلة في المدينة القريبة من الجبال المحاذية للحدود الجزائرية، حيث شهدت محافظة جندوبة والمدن المحيطة بها شمال غربي البلاد سابقاً اشتباكات مماثلة. في سياق متصل، أعلنت الداخلية، في بيان مساء أول من أمس، اعتقال «عشرات العناصر الإرهابية وحجز أسلحة وذخيرة». وأوضح البيان أن «الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الارهاب التابعة للحرس الوطني (الدرك) تمكنت خلال 48 ساعة الماضية من توقيف 30 عنصراً إرهابياً مرتبطاً بمجموعة وادي الليل»، التي كانت الوحدات الأمنية قضت عليها الأسبوع الماضي. وكانت تتألّف من 6 عناصر مسلحة بينهم 5 نساء في جهة «شباو» في منطقة «وادي الليل» في محافظة منوبة القريبة من العاصمة التونسية. وضبط الدرك 3 رشاشات كلاشنيكوف وكمية كبيرة من الذخيرة، اضافة إلى أجهزة حاسوب وهواتف. وذكر بيان الداخلية أن المجموعة المسلحة كانت «تخطط لاستهداف مؤسسات حيوية وأمنية وإفشال المسار الانتخابي في البلاد». وفي السياق ذاته، تمكنت وحدات مكافحة الارهاب من توقيف 7 أشخاص «كوّنوا خليتين إرهابيتين في محافظتي تطاوين (أقصى الجنوب) وصفاقس (جنوب شرق) تعملان على تسفير الشباب التونسي خلسة إلى ليبيا ومنها إلى بؤر التوتر في كل من سورية والعراق». وعلى رغم ان الانتخابات البرلمانية مرت من دون هجمات تُذكر، إلا أن غالبية المحافظات تعيش حالة تأهب قصوى لتفادي حصول أعمال عنف، علماً أن المسار الانتخابي سيتواصل حتى نهاية العام مع انتهاء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. وتدخل البلاد غداً مجدداً في أجواء الحملة الانتخابية الرئاسية التي ستُجرى في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهي الانتخابات الرئاسية التعددية الأولى التي تشهدها البلاد.