يعتزم الرئيس الإيراني حسن روحاني تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة خلال فترته الرئاسية حتى عام 2017. وقال روحاني الاثنين: إن حكومته تعتزم تسوية كافة المشكلات مع العالم الخارجي بالطرق الدبلوماسية، موضحا أن هذا سينطبق أيضا على دول "لديها توترات مع إيران منذ سنوات عديدة". ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" عن روحاني قوله: "ليس بإمكاننا فقط إزالة التوترات، بل يتعين علينا أيضا تطبيع العلاقات في المستقبل". تجدر الإشارة إلى أن روحاني يخطط للسفر إلى الولايات المتحدة في سبتمبر المقبل، للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وعقدت العديد من اللقاءات بين وزيري خارجية إيرانوالولايات المتحدة ونائبيهما منذ تولي روحاني مهام منصبه في أغسطس عام 2013 في إطار المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. كما أجرى روحاني اتصالا هاتفيا مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في سبتمبر الماضي، وهي سابقة لم تحدث في إيران منذ 35 عاما. وندد الرئيس الايراني بشدة في خطابه بكل الذين يعارضون داخل ايران وخارجها السياسة التي يتبعها في التقارب مع العالم والمفاوضات النووية. وقال روحاني في الخطاب الذي بثه التلفزيون الحكومي صباح الاثنين: ان "البعض يرددون هتافات لكنهم سياسيون جبناء"، في اشارة الى المحافظين المتشددين الذين ينتقدون باستمرار المفاوضات النووية مؤكدين ان ايران قدمت تنازلات كبيرة للقوى الكبرى. وأضاف: "ما ان نعبر عن رغبتنا في التفاوض حتى يقولون انهم يرتجفون. اذهبوا الى الجحيم! ابحثوا عن مكان آخر دافئ. فوبيا التفاهم خطأ"، مؤكدا انه "لدى ايران افضل الدبلوماسيين في العالم" لإجراء المفاوضات النووية. وتجري ايران والقوى الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) مفاوضات لمحاولة إبرام اتفاق نهائي لحل الأزمة النووية الإيرانية. وبموجب اتفاق أول، دخل حيز التنفيذ في يناير، وافقت ايران على تجميد جزء من برنامجها النووي، وحصلت في المقابل على رفع جزئي للعقوبات الدولية، المسألتان الاساسيتان في المفاوضات. ومن المقرر ان تستأنف في سبتمبر المقبل المفاوضات التي كان من المفترض ان تستغرق اربعة اشهر وحدد 24 نوفمبر موعدا جديدا لإنجازها. كذلك حمل روحاني متحدثا امام لقاء سنوي للسفراء الايرانيين في طهران، على الذين يعارضون في الخارج ايضا اي اتفاق حول النووي عن طريق نشر "الفوبيا من ايران والفوبيا من الاسلام" واتهام ايران بالسعي لامتلاك سلاح ذري. واضاف ان "ايران لا تسعى ولن تسعى ابدا الى انتاج اسلحة للدمار الشامل لان ذلك يخالف عقيدتنا وشريعتنا وفتوى المرشد الاعلى علي خامنئي. ودافع روحاني عن حل "الطرفين الرابحين" للازمة النووية المستمرة منذ عشر سنوات لان حل "طرف رابح وآخر خاسر لن يستمر طويلا". واضاف: "احدهم قال لي انه علينا خداع الطرف الآخر قلت له: ان هذا العالم ولى (...) البعض متأخر 50 سنة عن التاريخ". وتابع: "نريد تسوية المسألة النووية وهي أزمة مفتعلة اختلقها البعض (في الغرب). عندما يكون هناك اتفاق سيقولون (الغربيون) انهم نجحوا في منع ايران من امتلاك قنبلة نووية. هؤلاء ايضا يعيشون في الماضي وهذا الزمن ولى". وأكد الرئيس الايراني للدبلوماسيين، أنه "يجب تغيير صورة ايران التي شوهت في السنوات الأخيرة". وفي الوقت نفسه أكد روحاني، أن إيران "تريد علاقات ودية مع بقية أنحاء العالم" لكن طهران "ستدافع عن حقوقها ومصالحها القومية". وأوضح أن إيران "تريد تسوية مشاكلها بما في ذلك مع الدول التي كانت علاقاتنا معها تتسم بالتوتر لسنوات طويلة". وقال: "اذا احترموا حقوقنا (...) يمكننا حتى ان نقيم علاقات طبيعية"، ملمحا بذلك الى الولايات المتحدة لكن بدون تسميتها.