حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال زيارة لإسلام آباد أمس، الحكومة الباكستانية الجديدة برئاسة نواز شريف والجيش على التصدي لمعاقل متمردي حركة «طالبان» في منطقة القبائل (شمال غربي البلاد)، مبدياً ثقته بأن بلاده ستوقع اتفاقاً أمنياً مع افغانستان يحدد تفاصيل الوجود الأميركي في هذا البلد بعد انسحاب القوات الأجنبية القتالية بحلول نهاية 2014. في المقابل، أكد شريف رغبة باكستان في تعزيز علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، لكنه طالب واشنطن بمعالجة قلق بلاده من غارات الطائرات الأميركية بلا طيار على اراضيها، والتي تقول إنها «تنتهك سيادتها»، خصوصاً بعد قتل وحدة كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد العام 2011. وأكد كيري، في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع كبار المسؤولين في اسلام آباد، ان باكستانوالولاياتالمتحدة اتفقتا على استئناف حوارهما الاستراتيجي من اجل «شراكة أكثر عمقاً وشمولية»، بعد اضطراب في العلاقات استمر سنتين، وقال: «بهدف مواصلة مشاوراتنا الثنائية المهمة على أعلى مستوى، سلمت رئيس الوزراء شريف، دعوة من الرئيس الأميركي باراك اوباما لعقد قمة في واشنطن الخريف المقبل، من اجل البحث في العلاقات الثنائية وكيفية التصدي لطالبان». واضاف ان الجانبين «يتقاسمان الرؤية ذاتها على المدى البعيد، واعتقد بأن رئيس الوزراء نواز شريف عازم على محاولة تطوير العلاقة»، علماً ان الولاياتالمتحدة اكبر مانح للمساعدات الى باكستان. والتقى كيري ايضاً، خلال زيارته التي لم يعلن عنها مسبقاً، الرئيس الباكستاني المنتهية ولايته آصف علي زرداري الذي انتخب ممنون حسين خلفاً له الثلثاء الماضي، علماً ان الوزير الأميركي حرص قبل اللقاء على الاشادة بالدور الذي اضطلع به زرداري في تأمين حسن سير الانتخابات التي أجريت في 11 أيار (مايو) الماضي، وحقق فيها حزب «الرابطة الاسلامية» بزعامة شريف فوزاً كبيراً. ورأى الوزير الاميركي أنه «لا يجب التقليل من أهمية انجاز عملية انتقالية تاريخية بين حكومتين مدنيتين في باكستان»، مضيفاً: «انها خطوة كبيرة الى الأمام». وسيناقش كيري خلال الزيارة التي تستمر 3 ايام، سبل احياء المحادثات المتأزمة مع حركة «طالبان» وجهود تحقيق الاستقرار في افغانستان، علماً ان باكستان شهدت منذ ان ادى شريف القسم الدستوري نهاية حزيران (يونيو) الماضي، موجة هجمات شنتها «طالبان باكستان» في مناطق متفرقة، ما يثير مخاوف من حدوث اضطرابات في المنطقة. الى ذلك، أكد كيري «تحقيق تقدم» على صعيد توقيع اتفاق أمني مع كابول يحدد تفاصيل الانتشار الأميركي في افغانستان بعد 2014، وبينها عدد القواعد الاميركية ووضع الجنود الاميركيين الذين سيبقون، متوقعاً ابرام هذا الاتفاق في مواعيد «ملائمة». وكان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي علق المفاوضات الخاصة بهذا الاتفاق في 19 حزيران الماضي، احتجاجاً على ظروف افتتاح مكتب تمثيلي ل «طالبان» في قطر، والذي اعلنت الحركة لاحقاً أغلاقه «موقتاً». وستكون مهمة القوات الأميركية مواصلة التصدي لمقاتلي «القاعدة» في افغانستان، وتدريب القوات الأفغانية. الى ذلك، اعلن الحلف الاطلسي ان خمسة من رجال الشرطة الافغانية قتلوا «عن طريق الخطأ» اول من امس خلال عملية مشتركة للقوات الافغانية والاطلسية. وقتل هؤلاء بغارة جوية خلال دعم جوي للعملية.