مكة المكرمة مهبط الوحي وأم القرى إذ يقف شامخاً البيت العتيق الذي يتوافد إليه الحجاج والمعتمرون من مشارق الأرض ومغاربها زرافات ووحداناً يشهد هذه الأيام حركة عمرانية ليس لها مثيل، إذ تعتبر أكبر توسعة يشهدها الحرم المكي على مر العصور، يقود هذا العمل الجليل رجل وهب نفسه لخدمة الحرمين الشريفين، مكرساً جهده لخدمة ضيوف الرحمن، أيما شرف يطلبه المؤمن أعظم من ذلك هي توسعة بداخل الصحن وكذلك خارج الحرم، إذ تم هدم كل العمارات الضخمة والفنادق الرحبة التي كانت تحيط بالحرم الشريف لتكون تابعة للحرم يستطيع أن يؤدي الحاج والمعتمر مناسكه بكل سهولة ويسر. عمل ضخم يجري على أرض الواقع ولا يمكن أن يقدِّره إلا من يقف بنفسه على حجم العمل الذي يجري والتسارع الذي يتم، إذ يتواصل العمل ليل نهار، على رغم الزحام وبهمة ونشاط منقطع النظير. عندما ناشدت المملكة العربية السعودية، ممثلة في حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الدول الاسلامية كافة، لخفض النسب الممنوحة لها لحج هذا العام لم تكن المناشدة من فراغ بل هي دعوة صادقة للإسهام في صنع الإنجاز حتى ينعم الحجاج في مقبل الأعوام بحج مريح وسهل، لأن حضور الحجاج في هذا الوضع والعمل الذي يجري قد يزيد من شدة الزحام وبالتالي يتضرر كبار السن والمرضى. وأرجو صادقاً أن تلتفت الأجهزة الإعلامية المقروءة منها والمرئية بكل الدول الإسلامية لتوضيح حجم العمل الذي يجري على أرض الواقع ونقل صورة حية نستطيع من خلالها أن نقنع كثيراً من الناس بضرورة المساعدة في إتمام ما يجري وعدم الإصرار على زيادة الازدحام على أن تُعرض صور حية لما يتم من عمل على أرض الواقع، وما ينفذ من مشاريع حول وداخل الحرم الشريف، وما يتم مواجهته من صعاب في سبيل التنفيذ والإصرار على تجاوز الصعاب كل داخل دولته، وأن يكون هناك تنسيق في ما بينها على أن تعرض مرات عدة وتعزز بالحوارات واللقاءات لتوصيل الفكرة للمواطنين بلغة سهلة والغرض من تلبية هذه الدعوة بالإيجاب. خادم الحرمين الشريفين وهو يقف بنفسه على سير العمل في هذا المشروع الضخم وتسخير الأجهزة كافة لسرعة إنجازه أنما سيكون ذلك إعجازاً تحقق في هذا القرن وعلى يديه سيستفيد منه المسلمون طيلة الأعوام المقبلة، خصوصاً أن الأعداد بدأت تتضاعف عاماً بعد عام وهذا دليل على اهتمامه براحة ضيوف الرحمن وسعيه المتواصل وقيادته الرشيدة لتوفير كل ما يصب في مصلحة الحجيج لأداء مناسكهم من دون عناء. أتمني حضور رؤساء الدول الاسلامية كافة للوقوف شهوداً بعد اكتمال التوسعة وافتتاحها، وأن يتم التوثيق للأجيال المقبلة، سائلاً الله أن يؤيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإكمال هذا الإنجاز الضخم والإعجاز العظيم حتى ننعم بالراحة، وأن يديم الأمن والأمان لهذه البلادى الكريمة. [email protected]