يقف رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري حائراً وهو يبحث عن صيغة للتعايش أو لتنظيم الاختلاف مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على رغم أن موقفهما، كما يقول أمام زواره، من القضايا الاستراتيجية موحد ولا غبار عليه. ويضيف بري: «لا أحد يعترض على موقف عون الرافض التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لكن، لا يجوز أن يأخذ الآخرين في جريرة رفضه ويبادر إلى الهجوم عليهم من دون أن يقدم ما لديه من أدلة في هجومه على أداء مجلس الجنوب». ويؤكد بري أن من حق مجلس الجنوب أن يرد عليه ويدحض اتهاماته، وهذا ما فعله لكنه لم يقتنع بالرد وعاود هجومه عليه. ويسأل: «ما المطلوب منا في كل مرة إزاء لجوء عون إلى اختلاق المشكلة تلو الأخرى». كما يسأل بري ما المشكلة في التمديد لقهوجي بقرار صدر عن وزير الدفاع الوطني (فايز غصن)، لافتاً إلى أن من حق أي ضابط يعتبر نفسه متضرراً من هذا التمديد أن يتقدم بمراجعة من المجلس الدستوري أو مجلس شورى الدولة يطعن فيها بالقرار. ويستدرك: «لكن، لا أظن أن المناقبية التي يتمتع بها الضباط في المؤسسة العسكرية ولا التراتبية العسكرية تسمحان بدفعهما إلى الطعن». وينقل زوار بري عنه قوله: «ما الجدوى من لجوء عون في كل مرة إلى فتح النار بالمعنى السياسي للكلمة على جميع الأطراف فقط لأنهم لا يجارونه في موقفه». ويؤكد أن عون هو حليف حليفه في إشارة إلى تحالف الأخير مع «حزب الله» ويقول: «ليعلم رئيس تكتل التغيير أننا لسنا في حزب واحد وأن تحالفنا الاستراتيجي لا يخفي وجود اختلاف حول عدد من القضايا في الملف الداخلي ما يجعله يبادر إلى توجيه اللوم لنا لأننا لا نؤيده في بعضها». ويتابع: «نحن نختلف أحياناً مع حليفنا حزب الله في بعض الأمور الداخلية كما أن عون على خلاف معه في هذه الأمور لكن، لا تقوم الدنيا ولا تقعد بيننا وبين حزب الله لأن التواصل يمكن أن يدفع في اتجاه التوافق». ويضيف: «لكل كتلة نيابية مصالحها الخاصة ورؤيتها في القضايا الراهنة وهذا أمر طبيعي وبالأمس اختلف تيار «المستقبل» مع حليفه حزب «القوات اللبنانية» لكن اختلافهما بقي تحت سقف التشاور ولم يبادر أحدهما إلى هدم الجسور مع الآخر». ويقول بري: «لا نسعى إلى تعميق الهوة بيننا وبين عون، لكن من حقنا عدم السكوت على اتهاماته. ونحن نحرص على التعاون مع الجميع لأن هناك حاجة للانفتاح إلا أن المزايدة في المواقف ليست لمصلحة أحد، خصوصاً أن التباين في وجهات النظر يحصل داخل البيت الواحد فكيف إذا كان كل واحد منا يتمتع باستقلاليته في تعامله مع الملف الداخلي؟». ويشدد بري على عدم رغبته في الدخول في نزاع مع عون، «لكن هناك ضرورة تستدعي من كل طرف احترام رأي الآخر حتى لو اختلف معه، بدلاً من أن يسوق الاتهامات وأحياناً لمصلحة شخصية». ويستغرب أيضاً اتهامه من قبل نواب في كتلة «المستقبل» بأنه يريد تحويل النظام في لبنان إلى نظام مجلسي ويقول: «أنا لست من الذين يتحكمون في كل شيء في البلد لا سيما في ظل الاحتقان المذهبي والطائفي المسيطر عليه». ويسأل: «لماذا يلجأ البعض إلى بث مثل هذه الإشاعات وما المصلحة من الترويج لها؟ وكان سبق للنواب أن صوتوا على اتفاق الطائف في ظل عدم وجود حكومة... وما هي المآخذ على دعوتي إلى عقد جلسة تشريعية فيما يعود للنواب في الهيئة العامة القرار النهائي في التصويت على بنود من جدول أعمالها أو في رفض بنود أخرى منه؟». وكان بري أكد عشية عيد الجيش «أن كل خطوة تحصن وتساعد على تعزيز دور المؤسسة العسكرية في حفظ أمن البلاد واستقرارها مطلوبة ويجب أن تحظى بكل تأييد». ونقل عنه زواره من النواب في لقاء الأربعاء الأسبوعي عن موضوع الحكومة أنه «قرر أن يبقى مكتوفاً بعد التشكيك بمبادرته الأخيرة»، ملاحظاً «أن الأسباب التي حالت وتحول دون تأليف الحكومة لا تزال موجودة ولم يطرأ عليها أي جديد». وكان بري استقبل الوزير علي حسن خليل والنواب: هاني قبيسي، علي عمار، بلال فرحات، عبدالمجيد صالح، غازي زعيتر، أيوب حميد، علي بزي، قاسم هاشم، علي المقداد، علي خريس، حسن فضل الله، أسطفان الدويهي ونوار الساحلي. من جهة ثانية، أقامت قيادة حركة «أمل» غروب أمس إفطاراً على شرف قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، حضره نواب ووزراء «جبهة النضال الوطني» وكتلة «التنمية والتحرير» النيابية (التي يرأسها بري) وقيادات «أمل» ومسؤولوها في المناطق.