حض المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي في الاجتماع الذي عقد مساء اول من امس، وحضره رئيس بعثة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) قائدها العام الجنرال باولو سيرّا في بيت الأممالمتحدة في بيروت كما حضره قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وعدد من كبار الضباط في الجيش وممثلون عن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المساهمة في «يونيفيل»، على «زيادة المساندة الدولية لخطة تطوير قدرات الجيش اللبناني التي تم وضع اللمسات الأخيرة عليها في نيسان (ابريل) الماضي. وأشار إلى التحديات التي يواجهها الجيش «في وقت يعاني فيه من موارد محدودة»، إلا أنه أشاد بدور الجيش «الناجح في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، وخصوصاً في الآونة الأخيرة». وذكر بأن «الخطة أطلقت في اجتماع استضافه الجيش اللبناني في أيار الماضي»، ورأى ان «الاجتماع الحالي فرصة لإحاطة مجموعة أكبر من الدول بها وللبناء على الإجماع الدولي حول أمن واستقرار لبنان وحول مساندة الجيش، الأمر الذي انعكس في البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن في 10 الجاري». والقى الجنرال سيرّا الضوء على التعاون «الفاعل بين يونيفيل والجيش اللبناني على المستويات الاستراتيجية والتكتيكية». وأشاد ب «الالتزام القوي من جانب الجيش بتطبيق القرار 1701، كما هو واضح من خلال استمرار تنسيق عملياته مع يونيفيل في جنوب لبنان على رغم التحديات الأمنية العديدة التي يواجهها الجيش في مختلف أنحاء البلاد». واستعرض «مجموعة واسعة من مبادرات التدريب المشتركة التي تم إجراؤها مع الجيش في البحر والبر»، مؤكداً «الشراكة الوثيقة مع الجيش ومساندته كعاملين أساسيين من مهمة يونيفيل». وقال إن «خطة الحوار الاستراتيجي المشتركة بين يونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من خطة تطوير قدرات الجيش، دخلت بالفعل حيز التنفيذ، ويتم تطوير آلية تنسيق بين يونيفيل والجيش والحكومة اللبنانية والجهات المانحة الدولية، بالتنسيق مع مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، من أجل ضمان نهج شامل ومساندة لآلية تنسيق الحوار الاستراتيجي». وكانت «الحياة» نشرت امس، المداخلة التي القاها العماد قهوجي خلال الاجتماع الذي «يمثل خطوة مهمة في مسيرة التحضير لتسليح الجيش اللبناني بهدف وضع تصور واضح ودقيق لمجالات المساهمة من قبلكم في تنفيذ هذه الخطة على المستويات كافة». وأكد ان «هدفنا الأول والأخير من الخطة الخمسية تمكين الجيش من الدفاع عن أرضه وشعبه ضد أي اعتداء خارجي، وضمان سلامة الوطن من أخطار الإرهاب والعابثين بالأمن». ولفت قهوجي الى «أن تحقيق هذه الخطة لا ينعكس على استقرار بلادنا فحسب، بل على الاستقرار الإقليمي والدولي». واتفق ممثلو الأممالمتحدة والدول الأعضاء المشاركون في الإجماع على أن الخطة «ترسل رسالة قوية تعبر عن التزام القوات المسلحة اللبنانية ببناء المؤسسات، والمهنية والشفافية. واتفق على أن يقوم كل من يونيفيل ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة بمتابعة ومساعدة القوات المسلحة في تنسيق الاستجابة للخطة، وكذلك في ما يتعلق بالحوار الاستراتيجي». الى ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» اندريا تيننتي ان تفويض «يونيفيل» في الجنوب «مرتبط بشكل وثيق بالعمل مع الجيش اللبناني، وبالتعاون والتنسيق القائم بيننا وبين الجيش»، بحسب القرار الدولي 1701، واصفاً التعاون ب «الممتاز». وقال الناطق الدولي ان «النتيجة واضحة على الأرض، فمنذ سبع سنوات وحتى اليوم، عاش الجنوب الفترة الأكثر هدوءاً بعد اضطراب دام لثلاثة عقود. وعلى المدى الطويل، سيمهد عمل يونيفيل لتسليم الجيش اللبناني مسؤولية الاشراف الكامل على منطقة عمليات القوات الدولية والمياه اللبنانية المحاذية للحدود، بحسب ما نصّ عليه القرار 1701».