اكدت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» امس ان اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أُرجئ الى منتصف آب (اغسطس) المقبل، بحيث يكون رئيس «الائتلاف» احمد الجربا انهى جولته العربية والدولية التي تشمل زيارة الدوحة ولقاء أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم. وأكدت المصادر اهمية زيارة الجربا الى قطر في تعزيز الدعم السياسي ووحدة جميع القوى في «الائتلاف» بعد خسارة مصطفى الصباغ القريب من الدوحة انتخابات رئاسة التكتل. من جهة اخرى، قال عضو الهيئة السياسية ل «الائتلاف» وممثله في المانيا موفق نيربيه ل «الحياة» ان الجربا سيزور برلين بعد عيد الفطر وأنه سيجري على هامش الزيارة توقيع مذكرة تفاهم في شأن صندوق ائتمان كانت الامانة العامة ل «مجموعة اصدقاء سورية» عملت على تأسيسه بإدارة من المانيا والامارات. وسيشكل هذا الصندوق قناة رئيسة للمساعدات التي تقدمها دول المجموعة. وكان مقرراً ان تعقد الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً اجتماعها الثاني منذ تشكيلها في اسطنبول في الايام المقبلة تمهيداً لاجتماع الهيئة العامة يومي 3 و4 الشهر المقبل. وأوضحت المصادر انه بعد التشاور جرى الاتفاق على ان يكون الاجتماع بعد انتهاء وفد «الائتلاف» من جولته التي شملت تركيا والسعودية والامارات ومصر وفرنسا ومقر الاممالمتحدة وقطر. وأوضحت المصادر ان قراءة قيادة «الائتلاف» لنتائج الجولة تضمنت ثلاث نتائج ايجابية: اولاً، ان «الائتلاف» بدا متماسكاً في الموقف من الحل السياسي على اساس ضرورة تشكيل تنفيذ بيان «جنيف-1» لجهة تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها الاشراف على قوات الامن والجيش. وثانياً، تقديم مقاربة لموضوع تسليح المعارضة تقوم على ضرورة توفير وسائل الحماية للشعب السوري وتوفير ظروف نجاح الحل السياسي وتنفيذ «جنيف-2». وثالثاً، اعطاء صورة ايجابية عن «الائتلاف» والمعارضة بعد الانتخابات الاخيرة وتوسيعه، بعد فترة من الشكوك في امكان انسجام مكوناته. وتابعت المصادر ان اعضاء في الهيئة السياسية ل «الائتلاف» عكفت على صوغ ورقة سياسية طرحت مسودتها في الاجتماع السابق، وأن هذه الورقة ستحدد العلاقة السياسية والتنظيمية للتكتل المعارض وإعادة بنائه بطريقة صحيحة تتضمن تعزيز علاقته مع الناس والداخل ومع «الجيش الحر». وأشارت الى ان الهيئة السياسية ستصوغ ورقة مختلفة تتضمن المحددات السياسية والموقف من «جنيف-2» والحل السياسي وأنها لا ترى «اي مشكلة في التوافق بين اعضاء الهيئة». وتوقعت ان يبت الاجتماع المقبل للهيئة موضوع الحكومة الموقتة واختيار مرشح لرئاستها وبد تشكيلها واستكمال تشكيل اللجان المختصة المتعلقة بالدفاع والامن والداخلية التابعة للهيئة. الى ذلك، ابدى الجربا استعداده للمشاركة في «جنيف-2» بحضور ممثلين عن الرئيس السوري بشار الأسد من دون شروط مسبقة. لكنه اشار الى ضرورة «تحديد اطار زمني» للمؤتمر بسبب ميل نظام الاسد الى «تضييع الوقت». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين اميركيين قولهم ان لقاء الجربا مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في نيويورك الاسبوع الماضي لم يتضمن تحديد اي اطار زمني للمؤتمر، مع تأكيدهم ضرورة السعي الى حل سياسي في اسرع وقت ممكن. وأكد الرئيس السابق ل «المجلس الوطني» برهان غليون، الذي شارك في محادثات كيري، ضرورة حصول تقدم في مؤتمر «جنيف-2» في الاشهر الستة الاولى.