عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن دعمه لاقتراح رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا فرض هدنة خلال شهر رمضان الكريم، معرباً عن الأمل في انضمام دول في الأسرة الدولية لهذا الطلب، كما أعرب عن دعمه لتشكيل «هيئة تنفيذية» بدلاً من الحكومة الموقتة التي استقال غسان هيتو من رئاستها. وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي أن اتصالاً هاتفياً جرى بين فابيوس والجربا، لافتاً إلى أن مدينة حمص في وسط سورية «تتعرض لقصف بالغ العنف يترافق من كلام ينبغي التحقق منه حول استخدام سلاح كيماوي، ما جعل فابيوس يؤيد بحزم الطلب الصادر بهذا الشأن عن الجربا». وأشار المصدر إلى أنه رغم عدم تفاؤله بإمكان تحقيق وقف إطلاق النار، لا بد من السعي إليه وتذكير النظام السوري بأن رفضه وقف إطلاق النار مناف للاستعداد الذي أبداه للمشاركة في مؤتمر «جنيف-2». وشكك المصدر في احتمال انعقاد المؤتمر خلال فترة وجيزة باعتبار أن هذا النهج لا يمكن أن يكون مقبولاً إلا إذا حضر ممثلو النظام بنية تطبيق ما نص عليه مؤتمر «جنيف-1» في ما يتعلق بنقل السلطة وتشكيل حكومة انتقالية، لافتاً إلى أن النظام لن يحضر إلا إذا كان منتصراً. وأقر المصدر بأنه يأخذ على محمل الجد تقدم النظام وحلفائه على الأرض، لكنه لفت إلى أن من يستعيد المواقع على الأرض ليس القوات السورية بل حلفاؤها من «حزب الله» وإيران، وأن الوضع لا يزال «متحركاً». وعن اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف» وانتخاب قيادة جديدة، قال المصدر الفرنسي إن إطار «الائتلاف» توسع بفضل ديناميكية حقيقية تهدف إلى تعزيز التماسك والتعاون مع «الجيش الحر». ورأى أن انتخاب الجربا رئيساً يشكل عنصراً مساعداً نظراً للعلاقة الممتازة التي تربطه بقائد «الجيش الحر» سليم إدريس. ولفت إلى ضرورة تجاوز التجاذب الذي واكب انتخاب الجربا الذي أكد بنفسه استعداده لتجاوز ما حصل، الأمر الذي حصل لدى عقد الهيئة السياسية الجديدة (تضم 19 عضواً) مع وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو وتلقيها دعماً من الدوحة. ونفى المصدر الفرنسي أن يكون ترؤس الجربا ل «الائتلاف» أدى إلى خفض التمويل الذي تقدمه قطر للمعارضة. وقال إن هناك إدراكاً فعلياً بأن الأزمة السورية والمخاطر الناجمة عنها تتجاوز نفوذ هذا الطرف أو ذاك. وأعرب المصدر عن الأمل في أن يساعد تعزيز التعاون بين «الائتلاف» و «الجيش الحر» وضع المعارضة وتوحدها بما يؤدي الى «كسر دينامية» كانت مواتية ل «جبهة النصرة». وأوضح أنها «باتت تضم في داخلها اتجاهين: احدهما إسلامي متشدد وإنما وطني. والثاني جهادي دولي مرتبط بزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري»، ورأى أن إبطال قدرة الجذب لدى «النصرة» رهن بدعم ديناميكي ل «الجيش الحر». وأشار المصدر الفرنسي إلى أن غسان هيتو استقال من رئاسة الحكومة الموقتة ل «أسباب داخلية» حالت دون تشكيله الحكومة، وقال إن الجربا أكد لوزير الخارجية الفرنسي أنه يؤيد انشاء هيئة تنفيذية لإدارة شؤون «المناطق المحررة» شرط أن يكون هناك توافق داخلي على ذلك، وأن تكون قائمة على تعاون مع «الجيش الحر» وان تحظى بالإمكانات المادية اللازمة لتأمين الاحتياجات على الأرض. إلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية أوروبية ل «الحياة» إن الحكومة الألمانية افتتحت أول من امس مكتباً تمثيلياً ل «الائتلاف» في برلين، وطلبت من التكتل المعارض ترشيح ممثل له في ألمانيا، مشيرة إلى أن المكتب سيكون نقطة الجمع والربط بين منظمات إنسانية واجتماعية لتقديم الدعم للسوريين، إضافة إلى التواصل السياسي بين برلين و «الائتلاف». ول «الائتلاف» مكاتب في كل من واشنطن ونيويورك وباريس والدوحة وباريس ومجلس التعاون الخليجي.