لا تفارق الحلويات الشعبية موائد الأحسائيين في شهر رمضان المبارك، وأبرزها «الكليجا» و«الزلابيا» و«خبز البيض»، وهي من الحلويات المعروفة في دول الخليج العربي وتتوارث صناعتها عوائل كثيرة، بيد أنه لم يبقَ منها سوى عوائل محدودة، مثل: العبدالله، والشويهين، والهرّان، والذكرالله. ويذكر عبدالله العبدالله (50 عاماً) الذي يمارس هذه المهنة منذ 20 عاماً، أنه تعلم هذه المهنة من والده، وهي مهنة متوارثة في عائلتهم «أباً عن جدّ». وعدّد عبدالله أهم الحلويات التي يقوم بصناعتها بمعاونة إخوته وبعض العمال المتخصصين في عمل الحلويات وأبرزها: الحلوى، الكليجا، الزلابيا، الكُبة، خبز البيض، النقيطة، البيتي فور، البسكويت، إضافة إلى «الشيرة» وهي عبارة عن سائل يُصب على الزلابيا واللقيمات (لقمة القاضي). وأشار العبدالله إلى أن هذه الحلويات «تجد إقبالاً في شهر رمضان، وخصوصاً الحلوى والزلابيا وخبز البيض، إلا أن الإقبال يزداد في أيام الشتاء». وذكر أن مصنعه «ينتج يومياً 150 كيلوغراماً من الحلوى، وفي الشتاء يرتفع إلى 200 كيلوغرام. كما ينتج 100 كيلوغرام من الزلابيا التي تصنع من الطحين والدهن وصبغ الزعفران. كما ينتج من البسكويت 50 كيلوغراماً من كل نوع، أما الكبة التي تشبه قرص «المطبق» فينتج منها في بعض الأيام 1000 حبة، ويكثر الطلب عليها أيام الدراسة إذ يأخذها الطلاب إلى المدرسة، ليأكلوها وقت الفسحة». وأضاف: «الإقبال على الحلويات الشعبية لا يتوقف عند الطلب اليومي، فهناك زبائن يفضّلون هذه الحلويات في مناسبات الأفراح، ويقدمون الحلوى الحساوية للضيوف، إذ نعدها في شكل خاص لمثل هذه المناسبات، وهناك من يفضّل أن يوزعها على الأقارب أو الأيتام كهدية للعيد»، لافتاً إلى أن الطلب عليها «لا يقتصر على أبناء الأحساء، فلدينا زبائن من الدمام والرياض، وحتى من خارج المملكة». وأضاف العبدالله أن «بعض أبناء الأحساء الذين يقيمون خارجها، يشترون الحلوى والزلابيا والكُبة بكميات كبيرة من الأسواق الشعبية أو المخابز الخاصة، لأنهم لا يترددون على الأحساء في شكل أسبوعي، فيأخذونها مرة واحدة كل شهر كمؤونة». وعن منافسة الحلوى البحرينية وحب الناس لها، ذكر بعض المواقف التي تدل على أن «الحلوى الحساوية تحتاج فقط إلى الدعاية، وإلى من يتذوقها فقط لمرة واحدة، كي يكتشف طعمها». ومن هذه المواقف الطريفة أن «أحد الشبان سافر إلى البحرين ولم يسعفه الوقت كي يشتري لأهله حلوى شويطر البحرينية الشهيرة، فجاء إلينا ومعه وعاء فارغ من حلوى شويطر، ووضعنا له الحلوى في الوعاء وكأنه اشتراها من البحرين. وعندما تذوقوها تفاجؤوا بطعمها اللذيذ، فداوموا على شرائها منا». وأكد العبدالله أن دخل هذه المهنة يغني عن الوظائف الأخرى، وتمنى أن يدرّب إخوانه وأبناءه على هذه الحرفة كي تظل متوارثة في عائلتهم.