اقترح سياسي جزائري معارض أن يعلن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عن انتخابات رئاسية مبكرة تجرى في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، معتبراً أن هذا الخيار هو «الحل الوسط بما أن البلاد لا يمكن أن تواصل هكذا من دون رئيس». وذكر جيلالي سفيان، رئيس حزب «جيل جديد» أن «السكوت عن حقيقة الإعاقة الفعلية للرئيس في تسيير البلاد يعكس أنانية ولا مسؤولية صادمة». وعرض سفيان أمس فحوى مبادرة سياسية جديدة تتبنى مقترح الرئاسيات المبكرة كحل للخروج مما يصفه بالأزمة التي نتجت من مرض بوتفليقة. وتتنازل المبادرة عن مطلب تطبيق المادة 88 من الدستور «لأن المؤسسة المسؤولة على تفعيلها عاجزة عن ذلك ولأن البلاد غير مهيأة حالياً لتنظيم انتخابات من هذا الحجم في مدة 60 يوماً. فلا الجيش ولا البرلمان ولا أي مؤسسة أخرى مؤهلة لتطبيق المادة 88 بما أن المجلس الدستوري غير راغب أو غير قادر على تطبيقها». وانتهز سفيان فرصة انقضاء فترة ثلاثة أشهر منذ إصابة بوتفليقة بجلطة دماغية ليطرح المبادرة بحجة أن «طيلة هذه الفترة لم يقم رئيس الجمهورية بتسيير شؤون البلاد». وشرح مبررات الدعوة بقوله «بعد مرور 90 يوماً لا يزال الرئيس في حالة عجز مؤكد، وهي مدة تجاوزت الفترة المحددة لحالة المانع الموقت، البالغة 45 يوماً. وفكرة الرئاسيات المبكرة محل «همس» بين قوى متنفذة في السلطة بينما تراها قوى أخرى خياراً منبوذاً لأنها قد تعطي انطباعاً بأن الجزائر في وضع غير مستقر سياسياً. وخرجت هذه الفكرة إلى مرحلة الجهر في فترة ما فتبناها تنظيمٌ محسوب على «الأسرة الثورية» بتوجيهه دعوة لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة على خلفية مرض الرئيس بوتفليقة وغموض الصورة في شأن مستقبله السياسي. ويقدم رئيس «جيل جديد» ما سمّاه «الحل الوسط» ضمن المبادرة السياسية الجديدة لضمان «إيجاد مخرج مطابق للدستور وآخذاً في الاعتبار القيود الموضوعية وضرورة تأمين الدولة الجزائرية». والحل الوسط هو «إجراء انتخابات مبكرة في ديسمبر 2013... هذا الأجل سيسمح بتحضير مناسب سواء للمنظمين أو المشاركين وسيجنبنا مرحلة شغور طويلة نربح من خلالها أربعة أشهر من نهاية هذه العهدة، وإلا فإن الجزائر ستدخل كتاب غينيس لأطول فترة من دون رئيس، أي سنة كاملة حتى نيسان (أبريل) المقبل». ويعتبر سفيان أن موافقة رئيس الدولة عبدالعزيز بوتفليقة على المبادرة شرط نجاحها «بعدما استفاد هو نفسه من هذا الإجراء للوصول إلى رئاسة الجمهورية (الانتخابات المبكرة التي قررها الرئيس الأسبق ليامين زروال)، فمن المعقول والمنطقي ألا يعارض مثل هذه المبادرة». كما أن هذا الإجراء «يجنب تطبيق المادة 88 ويسمح للبلاد استعادة استقرارها وطمأنينتها ويفتح مباشرة المبادرة السياسية للمرشحين المحتملين». وفكرة رئيس حزب «جيل جديد» تصب في نفس مقاصد مبادرات أخرى طرحتها تكتلات سياسية جميعها تبنى حول فكرة الموعد الرئاسي المبكر، إذ يبرز هذا النقاش حول المخرج الدستوري في سياق بحث عن كيفية تغطية استمرار غياب بوتفليقة، في خضم مبادرات سياسية تتوقع رئاسيات مبكرة شبيهة بسيناريو الرئيس الأسبق ليامين زروال في 1998. وأعلنت جبهة التغيير الإسلامية طرح مبادرة وفاق وطني بين التيارات السياسية في الترشح للرئاسيات المقبلة، في مواجهة مرشح السلطة الذي لم يعلن عنه بعد. وتعتزم قيادة حركة «مجتمع السلم» (إخوان الجزائر) طرح مبادرة للإصلاح السياسي تتضمن تقديم مرشح توافقي بين الأحزاب الوطنية والإسلامية، لكن كل هذه المبادرات تدور في فلك «المفاجأت» المحتملة في الشهور القليلة المقبلة.