حدّد تكتل الأصوليين في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، شروطاً لمنح حكومة الرئيس المنتخب حسن روحاني الثقة، بينها إبعاد التيار الإصلاحي، فيما وصف رئيس القضاء صادق لاريجاني المتورطين بالاحتجاجات التي تلت انتخابات 2009 الرئاسية، بأفعى «كوبرا»، مشدداً على منعهم من دخول الساحة السياسية مجدداً. وأخضعت السلطات الإيرانية الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي لإقامة جبرية، منذ شباط (فبراير) 2011، بعدما اتهمتهما بقيادة «فتنة 2009». وأصدر 80 من أعضاء التكتّل الأصولي في البرلمان بياناً ربط المصادقة على وزراء حكومة روحاني بست مسائل، بينها «إيمانهم الراسخ بمبادئ الثورة والتزامهم تقاليد الإمام الخميني في السياستين الخارجية والداخلية»، و «إيمانهم بولاية الفقيه وإطاعتهم توجيهات المرشد» علي خامنئي، وألا يكونوا «ناشطين في الفتنة (2009) مساندين لأعضائها». وأشار التكتل إلى وجوب تمتّع الوزراء ب «سجّل واضح»، وتصميمهم على «مكافحة الفساد الاقتصادي»، وامتلاكهم «معرفة كافية وخبرة وكفاءة» في مجالهم، إضافة إلى «تعاونهم مع البرلمان، في إطار الدستور والقوانين المرعية». في غضون ذلك، شدد صادق لاريجاني على منع المنخرطين في «فتنة 2009»، من أداء دور سياسي مجدداً، معتبراً أن «عناصر الفتنة وفصائل الإصلاحيين التي تريد علمنة البلاد وسياساتها، تبرز مجدداً مثل أفعى كوبرا». وأضاف: «على جميع الأفراد والجماعات السياسية في الفتنة، والتيارات المرتبطة بالعهد الإصلاحي الذي سعى إلى العلمانية بديلاً للتعاليم القرآنية والإسلامية، أن يدركوا أن تلك الحقبة انتهت، ولن تبزغ مجدداً، لأن الأمة الإيرانية لا تقبل بفكر هذه المجموعة». أما النائب الأصولي إسماعيل كوثري فحضّ على «الامتناع عن دعوة الناشطين والمشاركين في الفتنة، إلى حضور تنصيب» روحاني في 4 آب (أغسطس) المقبل. في المقابل، انتقدت فاطمة، زوجة مهدي كروبي، زعيم حزب «مؤتلفة» الإسلامي المحافظ حبيب الله عسكر أولادي الذي كان حضّ موسوي وكروبي على إعلان «توبتهما» عن دورهما خلال أحداث 2009. وأفاد موقع «سحام نيوز» التابع لكروبي، بأن زوجة الأخير وجّهت رسالة مفتوحة إلى عسكر أولادي، ورد فيها: «لديك مكانة خاصة عندي، ولكن لا يجوز أن أصمت إزاء تصريحات بلا أساس ضد زوجي المُحتجَز، هي غير قانونية ولا أخلاقية». ولفتت إلى «اتهامات بلا أساس سيقت ضد كروبي وموسوي في السنوات الأربع الماضية»، من دون أن يتمكّنا من الدفاع عن نفسيهما. وخاطبت القيادي الأصولي، قائلة: «الآن تتجاهل الأحداث التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية، من خلال تكرارك الدعاية الباطلة ذاتها، وتريدهما أن يتوبا». إلى ذلك، انتقد الملا عبد الحميد، إمام أهل السنّة في زاهدان، عاصمة إقليم سيستان بلوشستان (جنوب شرقي إيران)، حجب موقعه الإلكتروني، مشدداً على أن «نشاطات الموقع تلتزم تماماً كل القواعد، كما أن محتواه ينسجم مع سياسات الاعتدال».