الخيار المر أنسولين طبيعي لخفض السكري الخيار المر نبات شعبي مشهور يُعرف بأسماء أخرى، مثل كيرلا، والخيار الكوري، والكمثرى البلسمية. ويزرع الخيار المر في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وتشبه ثمار الخيار المر الكوسا أو الخيار العادي، لكنها تملك على سطحها الخارجي نتوءات كثيرة، أما في داخلها فتوجد بذور برتقالية اللون. ويؤكل الخيار المر كالخضار، ويستخدم شعبياً لعلاج مجموعة من الأمراض، مثل الصداع، والداء السكري، والسعال، وأمراض البرد، وارتفاع درجة الحرارة، ومداواة الجروح والبواسير والاضطرابات المعوية والأورام. وهناك بحوث تفيد بأهمية هذا النبات في علاج بعض أنواع السرطان. ويحتوي الخيار المر على مكونات كيماوية مشابهة للأنسولين، وهو الهورمون الذي يسمح لسكر الدم بالانتقال من مجرى الدم إلى الخلايا، وفي حال إصابة الإنسان بالسكري، فإن الجسم يعجز عن إفراز ما يكفي من الأنسولين أو تصبح الخلايا مقاومة لنشاطه أو عمل هذا الهورمون. واكتشفت دراسات أُجريت على الحيوانات أن الخيار المر يحتوي على مواد شبيهة بهورمون الأنسولين الذي يعمل على خفض مستوى السكر في الدم وبالتالي يساعد في علاج مرض السكري. وكانت تجارب أُجريت في الهند على فئران أُعطيت مادة مستخرجة من هذا الخيار، فلوحظ أن نسبة سكر الدم هبطت 48 في المئة، وهو التأثير نفسه الذي ينتج من تناول العقاقير الخافضة للسكر. وفي تجربة اكلينيكية أُجريت على الإنسان، تبين أن تناول ما يعادل 5 غرامات من مسحوق ثمار الخيار المر الجافة يومياً ساهم في خفض مستوى سكر الدم بمعدل 54 في المئة. وفي دراسة علمية أخرى أنجزت في كلية الصيدلة في جامعة الملك سعود بإشراف الدكتور جابر بن سالم القحطاني على نباتات عدة، من بينها الخيار المر، تبين أن ثمار هذا الأخير مفيدة في خفض نسبة سكر الدم. وكان باحثون من جامعة ميازاكي اليابانية أجروا تجارب على فئران أطعموها مادة مستخرجة من الخيار المر فلاحظوا في التجربة الموثّقة أن الكوليسترول الضار تراجع في جسم الفئران. وكما هو معلوم، فإن هذا النوع من الكوليسترول يعتبر الشرارة الأولى للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ويفيد تناول الخيار المر في علاج البدانة، وفي هذا النطاق قام الباحثون من جامعة هونغ كونغ، بتجربة على الفئران أعطيت فيها وجبات طعام دسمة مع خيار مر أو من دونه. ونشرت نتائج التجربة في مجلة التغذية السريرية الأميركية التي كشفت أن الحيوانات التي تناولت الخيار زاد وزنها بنسبة أقل من الفئران التي لم تتناوله أبداً. وفسر الباحثون النتيجة بأن الخيار المر «يتصدى بقوة للتأثيرات الضارة للوجبات الدسمة». وأوضح العلماء أن الإصابات بسرطان الثدي والمعدة قليلة جداً في الهند واليابان، ورجحوا بأن يكون الخيار هو السبب لأنه يضاعف من مستويات مركبات الانترفيرون ومضادات الأكسدة التي تساهم في تقوية جهاز المناعة. ويوجد الخيار المر في الأسواق الكبيرة، ويباع مع الخضروات، مثله مثل الخيار العادي، ويمكن أن يؤكل نيئاً أو مطبوخاً أو على هيئة مسحوق بعد تجفيفه نيئاً. كما يمكن تحضيره مغلياً أو عصيراً للشرب.