دعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني إلى منع «متطرفين» من «تدمير آمال البلاد»، معتبراً أن «الخصام مع العالم» يعرقل تطورّ إيران، فيما حضّ مرشد الجمهورية علي خامنئي المسؤولين على الصمود «أمام تهديدات الأعداء»، لافتاً إلى «ضغوط» مورست على حكومة الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. وقال رفسنجاني: «لا يمكن أن نتخاصم مع العالم، ونفكّر في الوقت ذاته في التكامل والتقدّم والتطور. هذه ثقافة تطرّف تتعارض مع شعار الاستقلال الذي رفعه المواطنون، في كل مراحل الثورة». وأضاف خلال لقائه أساتذة جامعيين: «واجبنا حماية الحكومة وإنجازات الشعب، ومنع متطرفين من تدمير آمال الأمة». وانتقد حكومة نجاد، مضيفاً: «على مَن أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع، المساهمة في إيجاد مناخ تنافسي صحّي، من خلال إعادة صوغ خطابهم الفكري والسلوكي، ونأيهم عن توجيه شتائم وافتراءات تتعارض مع أدبيات الاعتدال». أما خامنئي فتطرّق إلى «عناصر تعزيز القدرات الداخلية»، قائلاً: «على المسؤولين أن يحافظوا على عزيمتهم الصلبة وألا يتزعزعوا أمام تهديدات الأعداء، عبر تعزيز القدرات الوطنية والداخلية». وحضّ «المسؤولين وصنّاع القرار والساسة في البلاد»، على «التركيز على مسألتين أساسيتين: الاقتصاد والتقدّم العلمي». وكرّر دفاعه عن «العمل الجبّار» الذي نفذته حكومة نجاد، لتطبيق «شعارات الثورة، داخلياً وخارجياً». وزاد خلال إفطار رمضاني شارك فيه نجاد والرئيس المنتخب حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني: «على مدى السنوات الثماني الماضية، كان ثمة انطباع لدى الجميع بأن الرئيس وزملاءه (الوزراء) خضعوا لضغوط أكثر من تلك التي تعرّضت لها الحكومات السابقة، وأنجزوا أعمالاً عظيمة، وهذا يستحق ثناءً». وجدد انتقاده الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، قائلاً: «كان انتقال السلطة في إيران، هادئاً وسلساً دوماً، باستثناء عام 2009 حين أخطأ بعضهم ودفع البلاد إلى حافة انهيار». وتابع خامنئي مشيراً إلى تصريحات لمسؤولين أميركيين حول حوار مع ايران: «قلت مطلع السنة (الإيرانية التي بدأت في آذار - مارس الماضي) إنني لست متفائلاً بإجراء مفاوضات مع أميركا، على رغم أنني لم أمانع في إجراء محادثات معها حول مسائل خاصة، مثل العراق، خلال السنوات الماضية». ورأى أن «مواقف المسؤولين الأميركيين خلال الأشهر الماضية لم تتغير إزاء ايران، ولا تدعو إلى تفاؤل»، معتبراً أن «الأميركيين ليسوا منطقيين في تعاملهم ولا صادقين في علاقاتهم، وليسوا أهلاً لثقة». وشدد على أن «ايران تؤمن بالتعاطي وإقامة علاقات مع دول العالم»، مستدركاً: «لكن المهم في ذلك هو معرفة الطرف المقابل وإدراك أهدافه وخططه، لأننا سنتلقى صفعة إذا لم نتعرّف إليه في شكل صحيح... لا يمكن تجاهل ممارسات الأعداء، والأساس في العلاقات مع دول العالم هو الاحتفاظ باستمرارية النهج القويم وعدم السماح لآخرين بالمسّ بحركة البلاد، وإذا أدت علاقة إلى العودة إلى وراء، سيشكّل ذلك خسارة». ولفت إلى «أهمية التطورات في المنطقة»، مشيراً إلى «ضرورة اهتمام مسؤولي البلاد بها». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن نجاد قدّم لخامنئي «تقريراً مفصلاً عن إنجازات حكومته خلال السنوات الثماني الماضية»، لافتة إلى أنه «قارنها بإنجازات الحكومات السابقة». وقال ان: «عوامل داخلية وخارجية أثّرت سلباً في أداء حكومتي خلال السنوات الثماني، ويجب أخذها في الاعتبار خلال تقويم إنجازاتها».