جددت صحيفة «كيهان» المحافظة هجومها على رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، بعدما برّر الأخير «صمته» أحياناً حيال الاضطرابات في البلاد منذ الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، ب «الظروف غير المناسبة والاستلهام من شخصيات دينية بارزة». وانتقد رئيس تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري المقرب من الرئيس محمود أحمدي نجاد، دعوة رفسنجاني الى تنفيذ مطالبه السابقة، بما في ذلك إطلاق المعتقلين، اذ رأى ان ذلك يتعارض مع الايمان ب «دور المرشد (علي خامنئي) باعتباره ولي الفقيه». وكتب في افتتاحية ان رفسنجاني يدعو الى «المصالحة بين الاسلام واعدائه»، معتبراً انه لا يزال يدعم «قادة الفتنة»، اضافة الي عدم ادانته «الذين يدعمون المواقف الاميركية والاسرائيلية، ويعادون الامام الخميني والامام الحسين». وكان رفسنجاني قال خلال لقائه عدداً من قياديي حزب «الاعتدال والتنمية» السبت الماضي: «جعلت على الدوام فكري وكلامي وعملي، على أساس الاعتدال والابتعاد عن الإفراط والتفريط، وتحرّكت في هذا المسار». وأضاف: «أوليت الاهتمام دوماً في تبيان مواقفي، بمصالح الاسلام والثورة والشعب، والتزمت الصمت في بعض المواقف بسبب الظروف غير المناسبة او في ضوء الاستلهام من شخصيات دينية بارزة». وبدا ان رفسنجاني كان يرد على مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي حض الاسبوع الماضي «جميع الاطراف على ان تنأى بنفسها بوضوح عن الاعداء»، داعياً «النخبة المؤثرة خصوصاً الى تجنب الادلاء بتعليقات ملتبسة». وأكد رفسنجاني تمسكه بالاقتراحات التي أعلنها في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران في 16 تموز (يوليو) الماضي، للخروج من «الازمة»، قائلاً: «طرحت سبل الحل التي رأيت انها تؤدي للخروج من الوضع الراهن، وذلك في ضوء الخبرات التي احملها، واؤمن بخطوطها العامة على رغم انها قد تتضمن نواقص او اضافات». وتابع: «بعد انتصار الثورة، كلّما اصبح المتطرفون أكثر حضوراً ونشاطاً في الساحة، لم نشهد نتائج جيدة». وشدد على ان خامنئي هو «الأكثر اقتداراً لتسوية المشاكل التي تواجه ايران»، معرباً عن «ثقته بأن القضايا الراهنة قابلة للحل والتسوية، بمساعدة المعتدلين من الجناحين الموجودين في البلاد وفي ظل حكمة قائد الثورة». في غضون ذلك، أكدت مجلة «إيران دخت» أنباء أفادت بأن الرئيس السابق محمد خاتمي بعث برسالة الى خامنئي «لقيت استحسان المرشد». وجاء في الرسالة كما أوردت المجلة: «نعترف انا والتيار الاصلاحي بالحكومة، شرط مواجهة حالة التطرف التي تسود البلاد حالياً، والموجودة لدي الجانبين». وأضافت الرسالة: «هناك مجموعة لا تريد الهدوء للبلد، والتطرف باسم الحكومة والنظام سم قاتل، ومن شأن العمل في اطار القانون والمنطق ومواجهة التطرف، تسوية المشاكل والسير بالمجتمع نحو الهدوء». ويرى خاتمي، بناء علي الرسالة، ان «رفسنجاني يعتبر الشخصية القادرة على قيادة المصالحة»، مؤكداً ان «التيار الاصلاحي لا يزال متمسكاً بمبدأ ولاية الفقيه ولا يمكن الغائه»، كما طالب بأطلاق «السجناء السياسيين وفتح الاجواء السياسية في البلد». الى ذلك، وصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الانسان، الاضطرابات التي شهدتها ايران بعد الانتخابات الرئاسية بأنها «أزمة كاملة لحقوق الإنسان»، داعية السلطات الى الإفراج عن المعتقلين. ووصفت المنظمة التي تتخذ نيويورك مقراً لها، في تقريرها السنوي حول انتهاكات حقوق الانسان في العالم والذي أُعلن في دبي، اعتقال آلاف الاشخاص واسلوب التعاطي مع الاحتجاجات، بأنه «كارثة في حقوق الإنسان». وتحدث جو ستورك نائب مدير منطقة الشرق الاوسط في المنظمة عن «أسوأ عملية قمع» مارستها السلطات منذ عقود، معتبراً انها تستهدف «إسكات الأصوات المعارضة».