طهران - «الحياة»، رويترز - أعرب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، عن «تقديره» لهاشمي رفسنجاني الذي سحب ترشحه في انتخابات رئاسة «مجلس الخبراء» الثلثاء الماضي لمصلحة محمد رضا مهدوي كني، معتبراً أن ذلك «أحبط أي محاولة قد يستخدمها الأعداء ضد النظام». واستقبل خامنئي أعضاء المجلس، معرباً عن شكره ل «أدائهم المتصف بالمنطق والحصافة في انتخاب أعضاء هيئة الرئاسة الجديدة». وقال: «الأعداء توقعوا خلافاً بين أعضاء المجلس، وأن يتحوّل السباق للخدمة إلى منافسة سلبية لاحتلال المراكز والمواقع، ولكن ببركة إخلاص الخبراء والعقلانية والحكمة التي ميّزت أقوالهم وأفعالهم، تحوّلت هذه المسألة الى ما فيه خير الإسلام والجمهورية الإسلامية». وأعرب خامنئي عن «تقديره» لرفسنجاني، مشيداً ب «سلوكه إزاء هذه القضية»، وزاد: «فعل ما كان متوقعاً منه، نظراً إلى حنكته وشعوره بالمسؤولية التي شهدتُها دوماً لديه، محبطاً أي محاولة قد يستخدمها الأعداء ضد النظام». كما أشاد بالانتخاب «الصائب» لمهدوي كني رئيساً للمجلس، معتبراً أنه «شخصية مرموقة وبارزة، واكب الثورة منذ انطلاقها». وفي إشارة كما يبدو الى إهانة عائلة رفسنجاني، دان المرشد «الممارسات المنافية للأخلاق والشريعة»، قائلاً: «النقد والمعارضة والطرح الصريح والشجاع للآراء، أمور لا غبار عليها، لكن الإساءات وانتهاك الحرمات تؤثر في استقرار المجتمع وتتعارض مع مصلحة الثورة والبلاد، وتؤدي الى الفرقة والانقسام». أتى ذلك بعدما وصف رفسنجاني مهدوي كني بأنه «شخصية مجاهدة وعالِم وزميلنا في النضال والسجن». وقال خلال لقائه أكثر من 60 عضواً في المجلس بعد انسحابه لمصلحة مهدوي كني: «لحسن الحظ أصدر المرشد أمراً بالتصدي للمتطرفين المخطئين الخارجين على القانون والذين يوجّهون إهانات وافتراءات، ونأمل بتوقف هذه الظاهرة القبيحة والمضرّة». أما مهدوي كني فلفت إلى ان ترشحه لرئاسة المجلس كان «على أساس شعوره بالمسؤولية»، واصفاً رفسنجاني بأنه «من زملائه القدامى في النضال». وشدد على ضرورة «الحفاظ على الثورة ومبادئها»، منتقداً «الممارسات الاحتكارية». وفي اختتام اجتماع للمجلس الأربعاء، أصدر حوالى 60 من أعضائه ال86 بياناً شكروا فيه رفسنجاني، معتبرين ان انسحابه لمصلحة مهدوي كني «أذهل أعداء الثورة وأسعد أصدقاءها». وشدد البيان على ان لا مكان في المجلس ل «الخلافات الفئوية والألاعيب السياسية». وفي إشارة الى تظاهرة المعارضة في 14 شباط (فبراير) الماضي، دان المجلس «تحرّكات بعض العناصر الأجنبية والخائنة للوطن في 14 شباط»، مطالباً القضاء ب «محاكمة رؤوس الفتنة والعناصر الرئيسة للشغب ومعاقبتهم». ودعا «الجميع الى التمسك بالوحدة والأخلاق السياسية». في غضون ذلك، حذّر النائب المحافظ البارز علي مطهري الرئيس محمود أحمدي نجاد من أنه قد يخضع لمساءلة أمام مجلس الشورى (البرلمان)، إذا لم يتوقّف عن الترويج ل «مدرسة الفكر الإيراني»، بدل التشديد على «الفكر الإسلامي».