اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قوات نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام أسلحة كيماوية في مخيم اليرموك قرب دمشق، وجدد مطالبته بضرورة تمكين «الجيش الحر» من «تحييد» سلاح الجو النظامي وفرض حظر طيران فوق المناطق المأهولة. وقال «الائتلاف» في بيان انه يدين استخدام «نظام الاسد الأسلحة الكيمياوية في (مخيم) اليرموك في مدينة دمشق، ويطالب المجتمع الدولي بممارسة واجباته لحماية الشعب السوري من استخدام نظام الأسد جميع الأسلحة ضده، بما فيها السلاح الكيماوي بأسلوب استراتيجي وممنهج»، مذكراً «جميع الدول التي تعهدت برد قوي وجدي على النظام بالتزاماتها». وشدد على ضرورة «الإسراع في اتخاذ كل الخطوات الممكنة لحماية المدنيين في سورية وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذهم». وأشار «الائتلاف» الى ان الأنباء والتسجيلات المصورة التي نشرها نشطاء من داخل العاصمة دمشق دلت الى «قيام قوات النظام باستخدام قذائف كيماوية وغازات سامة لقصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في ما يؤكد اعتماد النظام على الاستخدام الاستراتيجي والممنهج لهذا السلاح بهدف تحقيق أي نوع من الإنجازات العسكرية من دون حدود من أي نوع، ومن دون موقف من المجتمع الدولي تجاه الحالة الرعناء التي وصل إليها النظام». كما حذر التكتل السوري المعارض المجتمع الدولي من «تجاهل» واجباته في حماية الشعب السوري من «بطش الآلة العسكرية لنظام الأسد بما في ذلك استخدام السلاح الكيماوي والأسلحة المحرمة دولياً بأسلوب ممنهج ضد المدنيين، ويشدد مجدداً على ضرورة تمكين هيئة الأركان في الجيش الحر من تحييد سلاح الطيران، وفرض منطقة حظر جوي فوق المناطق المأهولة في سورية على وجه الخصوص». وسقط في اليومين الماضيين عدد من القتلى في القصف على مخيم اليرموك وفي مواجهات دارت بين مقاتلي المعارضة ولجان شعبية فلسطينية موالية للنظام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن قوات النظام «استمرت امس في قصفها على المخيم، وتركز القصف على المنطقة الغربية، وهي حارة ال 15 وشارع الثلاثين، وسط انباء عن سقوط عدد من الجرحى واستمرار الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في شارع الثلاثين ومحور ساحو الربجة وشارع فلسطين». وأفادت «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة احمد جبريل امس ان قوات «اللجان الشعبية الفلسطينية طهرت بعض أحياء المخيم من الإرهابيين ووجهت إنذاراً أخيراً الى المجموعات المسلحة التي تسيطر عليه وهي جبهة النصرة والجيش الحر للاستسلام أو الانسحاب منه»، وان «اللجان الشعبية الفلسطينية بدأت فجر اليوم (امس) بتطهير بعض أحياء المخيم الشمالية بعد معارك عنيفة أوقعت خلالها العديد من القتلى والمصابين في صفوف الإرهابيين». وكان «الائتلاف» دان ارتكاب قوات النظام «مجزرة بحق السكان المدنيين في مدينة أريحا في ريف إدلب، مستخدماً سلاح الطيران الذي ألقى خلال عشرات الغارات الجوية المتلاحقة قنابله العنقودية والفوسفورية وبراميله المتفجرة فوق بيوت الآمنين». وتابع «الائتلاف» ان نظام الاسد: «يكثف من استخدامه لسلاح الطيران في عمليات الانتقام الممنهجة والمطبقة بحق المدنيين في الشمال السوري، مستغلاً تقاعس الدول الصديقة للشعب السوري عن أداء واجباتها الإنسانية، ومستعيناً بحلفائه الإقليميين والدوليين في تغطية جرائمه وتأمين سبل الدعم العسكري الكفيلة بإطالة أمد وجوده». الى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اول من امس ان النزاع في سورية يسير «في الاتجاه الخاطئ» معترفاً بأن النظام السوري ربما اصبح اكثر قوة، وداعياً الى تقديم المزيد من المساعدة الى مقاتلي المعارضة. وأضاف في مقابلة مع «بي بي سي» ان «الصورة كئيبة للغاية، وهي صورة تظهر على ما اعتقد (ان سورية) تسير في الاتجاه الخاطئ». وأضاف: «هناك رئيس شرير يفعل اشياء فظيعة بحق شعبه، واعتقد انه ربما اصبح اكثر قوة مما كان عليه قبل اشهر قليلة ماضية». وتابع: «ولكنني لا ازال اصف الوضع هناك بأنه وصل الى طريق مسدود». وقال كامرون ان بريطانيا لم تقرر بعد ما اذا كانت ستسلح المعارضين، لكنه اضاف انه يمكن بذل المزيد من الجهود لمساعدة من يريدون سورية ديموقراطية. وأوضح «نحتاج إلى فعل المزيد لمساعدة هؤلاء في المعارضة الذين يريدون سورية حرة وتعددية وديموقراطية». وتابع: «نحن لا نسلح المقاتلين المعارضين. ولم نتخذ قراراً بهذا الشأن».