لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - ارتكبت قوات النظام السوري مجزرتين أمس، واحدة لدى قصفها سوقاً رئيسية في مدينة أريحا في شمال غربي البلاد، موقعة عشرات القتلى والجرحى، والثانية عندما قتلت 13 شخصاً في بلدة البيضاء في بانياس غرباً، في وقت قضى ستة أشخاص على الأقل بقصف على مخيم اليرموك في دمشق، وسقط 28 قتيلا للمعارضة وعدد غير محدد من عناصر «الحرس الجمهوري» في مواجهات في عدرا قرب العاصمة السورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن أكثر من 15 شخصاً قتلوا وعشرات المدنيين جرحوا لدى سقوط «قذائف هاون على السوق الرئيسي في مدينة أريحا»، بالتزامن مع قصف مدينة بنش المجاورة بعد يوم على شن طائرات حربية ومروحية غارات متوالية على مدينة سراقب في ريف إدلب. وأشار «المرصد» إلى أن «قوات النظام قتلت 13 مواطناً من عائلة واحدة، هو عدد القتلى الذين سقطوا على يد القوات النظامية في وادي قرية البيضاء في مدينة بانياس بينهم ثلاث سيدات وفتاة وستة أطفال، عثر على جثثهم داخل غرفة في منزل أحد أفراد الأسرة بعدما فُقد الاتصال بهم منذ مساء (أول من) أمس». وأوضح أن القوات النظامية كانت «أعدمت ثلاثة رجال من الأسرة خارج المنزل. وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن العائلة التي قتلتها قوات النظام من آل فتوح، مشيرة إلى «إحراق الغرفة» التي عثر فيها على النساء والأطفال. والبيضاء ذات غالبية سنية، وثمة قرى في محيطها تقطنها غالبية علوية. وكانت قوات النظام وموالون لها قتلوا نحو مئتي شخص في المدينة نفسها في أيار (مايو) الماضي، في عملية اعتبرتها المعارضة السورية عملية «تطهير عرقي». في هذا الوقت، سقط 28 مقاتلاً معارضاً في معركة قرب دمشق. وقال «المرصد» إن «28 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة قتلوا في اشتباكات في منطقة عدرا» (شمال شرقي دمشق) فجر أمس، مشيراً إلى فقدان الاتصال بآخرين. وأفاد المرصد في وقت سابق بمقتل ضابط برتبة عقيد في الحرس الجمهوري كان قائد العمليات في عدرا، مشيراً إلى مقتل عناصر آخرين من الحرس الجمهوري. وتشكل عدرا ممراً رئيسياً إلى منطقة العباسيين في دمشق التي شهدت اشتباكات السبت وتعرضت لهجمات عدة بقذائف الهاون خلال الأسابيع الأخيرة. ويتحصن مقاتلو المعارضة في عدد من مناطق ريف دمشق التي يستخدمونها كقاعدة خلفية لتنفيذ هجمات على العاصمة. وفي شمال شرقي البلاد، انتقلت المواجهات بين «قوات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس شعب غرب كردستان» من جهة وبين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» من جهة ثانية، إلى مدينة تل أبيض في الرقة شرقي البلاد، حيث تبادل الطرفان عمليات الخطف، ما أدى إلى توتر دفع الأهالي إلى النزوح من المدينة الواقعة على الحدود مع تركيا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «لواء جبهة الأكراد» أفرج عن أمير «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الملقب ب «أبو مصعب» بعد وساطة من الكتائب المقاتلة في مقابل الإفراج عن 300 كردي كانت اعتقلتهم «الدولة الإسلامية»، وهم أهالي مقاتلين أكراد. وقال مسؤول كردي ل «الحياة» إن «أبو مصعب» ليس سورياً وملامحه غير عربية. وأضاف أن مقاتلي «قوات الحماية» تمكنوا من قتل 25 إسلامياً في تل أبيض وأن «أبو مصعب» اُعتقل خلال المواجهات التي بدأت عندما طلب إسلاميون من القيمين على «بيت الشعب» التابع ل «مجلس شعب غرب كردستان» إخلاءه لأنهم «لم يدينوا سيطرة قوات الحماية على رأس العين قبل أيام». سياسياً، أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بعد محادثات مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا أن القاهرة دانت بوضوح وقوة ومن دون أي تردد سفك الدماء في سورية، مؤكداً أن مصر ستظل تدعم الثورة السورية إلى أن تقوم دولة سورية ديموقراطية تلبي أماني شعبها. وأشار فهمي إلى وجود سوريين منخرطين في أعمال الإخوان المسلمين في مصر، وقال إنه تحدث مع الجربا ورحب به بعد انتخابه وأن المحادثات تناولت الأوضاع في سورية ومصر، مشيراً إلى أن أي أحداث من جانب طرف أو آخر لا تمثل الشعب السوري بأكمله أو حتى «الائتلاف» وستتم معالجتها باعتبارها حالات فردية مستقلة عن القضية السورية. من جهته، قال الجربا إن الإجراء الذي اتخذته القاهرة بفرض تأشيرات على السوريين موقت. ونقل عن فهمي تأكيده أن الموضوع سينتهي قريباً وأن السوريين ليسوا مستهدفين بهذا الإجراء. وأعرب عن أمله في أن تنتهي أزمة التأشيرات المسبقة خلال رمضان المبارك. وفي باريس، نُقل عن مصدر غربي رفيع المستوى تأكيده أن مؤتمر «جنيف-2»، أصبح «وهماً وأن لا حل سياسياً للوضع السوري. كما أن الدول الغربية لن تعطي السلاح للمعارضة بحجة أنها ستصل إلى المتطرفين».