تجددت الاشتباكات في محيط المطارات بمحافظة حلب التي تحاول المعارضة السيطرة عليها منذ أشهر، وتترافق مع مواجهات في عدد من أحياء مدينة حلب التي دخلت المعارك فيها سنتها الثانية أمس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات فجر أمس قرب مطار حلب الدولي المغلق منذ يناير الماضي، وكذلك مطار النيرب العسكري الملاصق له. إضافة إلى اشتباكات أول من أمس في محيط مطار كويرس العسكري الذي يبعد حوالي 40 كلم شرق حلب. وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور عند أطراف حي سليمان الحلبي بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية. وتتقاسم قوات النظام والمعارضة المسلحة السيطرة على أحياء حلب التي شهدت في الأشهر الأولى من المعارك عنفاً شديداً تسبب في نزوح عشرات الآلاف من سكانها وتدمير العديد من المساكن والمباني والسوق الأثرية لحلب ومئذنة الجامع الأموي. وفي تطور لافت أفاد نشطاء معارضون أن اشتباكات نادرة اندلعت بين قوات الأسد ومقاتلين معارضين في محافظة طرطوس المطلة على البحر المتوسط وهي جيب للأقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري ولم تتأثر بالحرب. ووقعت الاشتباكات فجر أمس قرب بلدة بانياس. إلى ذلك شهد ريف دمشق اشتباكات في منطقة عدرا شمال شرق دمشق، بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة، حيث قتل ضابط في الحرس الجمهوري في المعارك، وعدد من القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة. وتشكّل عدرا ممراً رئيسياً إلى منطقة العباسيين في دمشق. من جهة أخرى قال نشطاء إن قواتاً كردية سورية أفرجت أمس عن زعيم محلي مرتبط بتنظيم القاعدة في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الاشتباكات العنيفة مع مقاتلين معارضين إسلاميين في بلدة تل أبيض. وتم الإفراج عن الزعيم المتشدد في إطار صفقة يفرج بموجبها مقاتلون إسلاميون عن مئات الأكراد الذين احتجزوا رهائن بالتزامن مع احتجاز زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف باسم أبو مصعب. وأظهر القتال المتقطع في البلدة الواقعة بالمنطقة الحدودية بشمال سورية على مدى الأيام الماضية صراعاً متزايداً على السلطة، حيث يسعى الإسلاميون لتعزيز سيطرتهم على مناطق معارضة بينما يؤكد الأكراد سيطرتهم على الأجزاء التي يغلب على سكانها الأكراد من المنطقة. وقال نشطاء معارضون إنه تم تعزيز قوات الجيش التركي على الجانب الحدودي قرب تل أبيض، لكن لم يتسن الاتصال بالجيش التركي للتعليق. وتبادلت القوات التركية إطلاق النار مع مقاتلين سوريين أكراد في منطقة حدودية أخرى الأسبوع الماضي. وقال المرصد السوري إن القتال في تل أبيض بدأ حين طلبت الكتيبة المحلية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من القوات الكردية التي خاضت معارك مع مقاتلي المعارضة ضد الأسد مبايعة زعيم التنظيم هناك وهو ما رفضوه. وقال نشطاء آخرون إن الاشتباكات امتداد لقتال اندلع الأسبوع الماضي في أجزاء أخرى من المنطقة الحدودية الشمالية مما أدى إلى وصول الصراع إلى تل أبيض. وقال المرصد إن القوات الكردية ما زالت في انتظار الإفراج عن مئات الأكراد الذين خطفهم مقاتلون إسلاميون. وأضاف أن الكثير من الرهائن أقارب لمقاتلين أكراد بالمنطقة. وتوقفت الاشتباكات في وقت مبكر أمس حين طوق مقاتلون أكراد مبنى يوجد به أبو مصعب الذي هدَّد بتفجير نفسه إذا حاول المسلحون دخوله.