يقول الطالب في ثانوية البازورية (جنوب لبنان) هشام جفال الذي فاز بجائزة وزارة التربية لزيارة معرض «سحر لبنان» في سويسرا: «دبكنا مع رفاقنا السويسريين لمدة ساعة على الأقل في مسرح ثانوية جان جاك روسو في جنيف وفي خمسة أيام قمنا بنشاطات ثقافية ورياضية واجتماعية متنوعة». 15 فتاة وفتى، لم تتجاوز أعمارهم ال16 سنة، شاركوا في مسابقة «التعرف إلى القطع الأثرية» التي أطلقتها وزارة التربية، فربحوا رحلة العمر إلى جنيف حيث زاروا المعرض وأمضوا 5 أيام. ولأن زيارة جنيف استثنائية، روت إحدى الفائزات كيف أنها «لن تنسى يوم رفعت ورفاقها العلم اللبناني وأنشدوا النشيد الوطني في شوارع جنيف حتى وصلوا إلى المعرض». وقالت: «زرنا أيضاً مبنى الأممالمتحدة، والمعالم السياحية هناك، كما التقينا طلاباً سويسريين علمناهم الرقص اللبناني وتبادلنا الأغاني باللغة الإنكليزية». وأبدع الطلاب اللبنانيون في مسابقة ثقافية تناولت موضوع «مشاركة لبنان في معرض افتراضي دولي». وجرت هذه المسابقة على أساس أنه يحق للطالب المشارك فيها، اختيار إحدى التحف الأثرية التي تعتبر من أهم القطع أو التحف الأثرية في لبنان لينال فرصة الذهاب إلى جنيف لمواكبة «معرض سحر لبنان» الذي افتتح نهاية عام 2012 واستمر حتى شهر آذار (مارس) الماضي. واشترك في المسابقة 400 طالب من 50 ثانوية موزعة على المناطق اللبنانية. أما الطلاب ال15 الفائزون فاختيروا وفق علاماتهم. هكذا، تعرّف طلاب صور إلى زملائهم في حاصبيا وبيروت وطرابلس وزغرتا. وأظهرت النتائج أنّ 75 في المئة من المشاركين اقترحوا إرسال ناووس أحيرام من مبدأ أنّ الأبجدية الفينيقية المنحوتة على غطائه دفعت البشرية إلى الأمام، أما الآخرون فاختاروا فسيفساء أوروبا أو أطفال معبد أشمون. أما الهدف الأول للمسابقة، وفق منسّق المشروع سليمان الخوري، فهو تعريف الطالب بالتحف الموجودة في المتحف الوطني وحضّه على نشر حضارة وتراث بلده إلى الخارج. وجاءت فكرة هذه المسابقة نتيجة عرض مجموعة من القطع الأثرية اللبنانية في معرض «سحر لبنان» في جنيف من قبل وزارة الثقافة اللبنانية (يحتوي المعرض الذي استمر حتى آذار الماضي على 277 قطعة من مختلف الأحجام مأخوذة من مستودعات المتحف الوطني في بيروت تم ترميمها بين بيروتوجنيف وتعرض للمرة الأولى) التي تهدف إلى إحياء ذاكرة الشباب وحضهم على وعي أهمية آثار لبنان وتراثه الفني على مدى العصور. ويقول مدير عام وزارة التربية فادي يرق ل «الحياة» خلال حفلة استقبال في دارة السفيرة السويسرية لدى لبنان روت فلينت تكريماً للطلاب، إن «الطلاب لمسوا في تلك المسابقة أن فوزهم جاء نتيجة جهدهم الخاص، وليس عبر أي واسطة، وهذا، يرسي ثقة الجيل الطالع بمؤسسات الدولة، إذ إن الكفاءة هي التي يتّكل عليها لتحقيق الهدف». ويضيف: «إن للمشروع بعداً وطنياً وثقافياً وتربوياً. وهذه الخطوة ستعمل على بناء شخصية كل تلميذ، وتفتح آفاقه على معارف وحضارات أخرى وستساهم في بناء ثقة ذاتية ستنعكس، إيجاباً، على مسيرة هذا التلميذ، ليكون مواطناً متمكناً في الغد. كذلك فإن هذه المسابقة لا بد من أن تحفز التلامذة للاطلاع على التاريخ الحضاري للبنان، باعتبار أن التاريخ جزء مهم من الهوية الوطنية، ويؤسس للحاضر والمستقبل». ويكشف عن «مباراة ونشاطات ثقافية مقبلة في العام المقبل واحتمال التوجه إلى بلد آخر». وتقول السفيرة فلينت ل «الحياة» إنها «فخورة بالطلاب اللبنانيين من مختلف انتماءاتهم ومن كل المناطق اللبنانية الذين أثبتوا انسجامهم مع طلاب من جنسيات أخرى في أيام معدودة ما وسّع آفاقهم على الصعد كافة». ولفتت إلى أنهم «كانوا سفراء للبنان وأظهروا صورته الحضارية والثقافية». ورأت أن «لديهم قواسم مشتركة مع رفاقهم السويسريين كأنهم أصدقاء منذ سنوات». وشددت على أن «هذه الخطوة هي رسالة أمل للبنان المستقبل».