يعرض المتحف الوطني في العاصمة اللبنانية بيروت ضمن جدرانه أكثر من ألف و 300 قطعة أثرية من مجموع مئة ألف قطعة في مخازنه حيث يضم المتحف مقتنيات أثرية ترجع لعصر ما قبل التاريخ والعصر الفينيقي وعصر البرونز وعصر الحديد والعصور الإغريقية والرومانية والبيزنطية والعصر الإسلامي والأيوبي والمملوكي والعثماني. يتألف مبنى المتحف من ثلاثة طبقات الطبقة السفلى الحديثة العهد التي افتتحت مؤخرا خصصت للآثار التي تعود الى العصر الاسلامي وتوزعت فيها ثمانية أنواع من التحف التي اكتشفت حديثا وأهمها الغلايين (ادة تستعمل للتدخين في العهد العثماني) على اختلاف أشكالها تمثل نموذج الغليون الشعبي في المناطق العثمانية. ولفناجين القهوة حصة لا يستهان بها من الموجودات الاسلامية إضافة إلى الأواني الفخارية والزجاجية الملونة وغيرها من المشغولات الذهبية والفضية من العملات والقلادات والحلي التي تعود إلى الفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية. أما الطبقة الأرضية من المتحف فهي مخصصة للفسيفساء والقطع الصخرية التي بعضها كبير الحجم ففي الجناح الأوسط والجناح الأيمن من هذه الطبقة محتويات من المرحلة الرومانية البيزنطية تتصدرها الفسيفساء الشهيرة (الحكماء السبعة) على مدخل المتحف قرب هذه القطعة ومن المرحلة التاريخية نفسها يقوم تمثال للأمبراطور هدريان مقطوع الرأس من مكتشفات صور. وعلى جانبي الجناح الأوسط أربعة نواويس رومانية وهي توابيت حجرية محفورة من القرن الميلادي الثاني اثنان من كل جانب وتعد من أكثر محتويات المتحف جذبا للسياح والجمهور. وفي هذه الردهة كذلك نماذج أشكال هندسية صخرية من المدرج الروماني في بعلبك ومن المعبد الروماني في نيحا البقاع التي استعيد منها بناء مذبح حجري مزين بنقوش سوداء. وتعود سائر المحتويات في الطبقة الأرضية من المتحف إلى الألف الثاني والألف الأول قبل الميلاد. ففي الجهة اليمنى توجد محتويات منسوبة إلى أشمون الذي لا يزال معبده موجودا حتى اليوم قريبا من مدينة صيدا .. وإلى الجهة اليسرى من تلك الردهة الوسطى يقوم عرش أشمون ومعه ستة عروش صغيرة للملك عشتروت (فينوس) وعليه عدة نقوش لأبي الهول المجنح تعود إلى الحقبتين الفارسية والرومانية اكتشفت في عدة أماكن أثرية من لبنان .. وإلى عمق اليسار من تلك الردهة ينتصب تمثال ضخم كلسي الحجر مصري الهندسة وجد في مدينة جبيل وهو من صنع محلي غير محدد التاريخ ويشير إلى التأثيرات المصرية القوية في جبيل خلال الألفين الثالث والثاني (ق.م.) وعلى النصف الأسفل من التمثال آثار حروق تشير إلى تعرض المكان ذات يوم لحريق كبير. // يتبع //