عبرت قوات «البيشمركة» الكردية العراقية امس الحدود السورية - التركية الى مدينة عين العرب الكردية للمشاركة في دعم المقاتلين الأكراد في دفاعهم عن المدينة ضد هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وسط محاولات قام بها التنظيم لقطع طريق الإمداد من تركيا إلى المدينة المحاصرة. وأكدت أنقرة أن «البيشمركة» و «الجيش الحر» يجب أن يملآ الفراغ وليس حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تتهمه تركيا بأنه «ارهابي». (للمزيد) جاء ذلك فيما أعرب نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله في افتتاح مؤتمر عن اللاجئين السوريين، في برلين، عن الاستغراب من استمرار «العجز الدولي لفرض حلول عادلة للشعب السوري العظيم». وأكد أن الأزمة الإنسانية جاءت» نتيجة مباشرة للسياسات الوحشية التي لجأ إليها النظام السوري ضد شعبه والتي خلفت حتى الآن أكثر من 200 ألف قتيل و9 ملايين لاجئ». وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت أن الطائرات الأميركية شنت أربع غارات جوية ضد «داعش» في عين العرب، وأنها ضربت أهدافاً للتنظيم قرب المدينة ودمرت وحدة صغيرة ل «الدولة الإسلامية» وأربعة مواقع قتالية، في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الضربات تزامنت مع «استمرار الاشتباكات في سوق الهال بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» وسط قصف لعناصر التنظيم على مناطق في المدينة». وأشار إلى «اشتباكات متقطعة في الجبهة الجنوبية للمدينة وتبادل في اطلاق النار في الريف الغربي للمدينة». وأعلن مساء امس رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ان حوالى 150 من قوات «البيشمركة» عبروا الى تركيا متجهين الى عين العرب. وكان صحافي في وكالة «فرانس برس» قال انه شاهد قرابة أربعين آلية عسكرية تغادر قاعدة ل «البيشمركة» شمال شرقي مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق. وزودت بعض الآليات برشاشات ثقيلة، في حين امكن رؤية شاحنتين تجران مدفعين ميدانيين، وبعض راجمات الصواريخ الصغيرة. وأكد ضابط من البيشمركة ان «40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البيشمركة، ستتجه براً الى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا في شمال العراق)»، فيما قال الناطق باسم «البيشمركة» هلكورد حكمت ان العناصر المرسلين الى عين العرب سيكونون بمثابة «قوات دعم». وأكد وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو في تصريحات نقلتها وكالة انباء الأناضول أمس: «الآن ليست هناك مشكلة سياسية. لا مشكلة لعبورهم (الحدود). يستطيعون العبور في اي لحظة». لكن رئيس الوزراء احمد داود اوغلو قال في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي»، ان على الولاياتالمتحدة «ان تجهز وتدرب الجيش السوري الحر (المدعوم من دول عدة بينها تركيا)، بحيث لا يحل النظام (السوري) محل تنظيم «الدولة الإسلامية» اذا ما انسحب من (عين العرب)، ولا يحل ارهابيو حزب العمال الكردستاني محله» في اشارة الى «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي». في طهران، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن ايران اتهمت تركيا امس باطالة أمد الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في سورية، من خلال الإصرار على اطاحة الرئيس بشار الأسد. في برلين، دعت الأممالمتحدة امس في برلين الى زيادة المساعدات المالية الدولية للدول المجاورة لسورية، بينها لبنان، التي تعاني من تدفق حوالى ثلاثة ملايين لاجىء هربوا من سورية. وقال المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس لدى افتتاح المؤتمر الدولي الذي ضم اكثر من 40 ممثلاً لدول ومنظمات دولية في العاصمة الألمانية، أن «الدول التي تستقبل (لاجئين سوريين) في حاجة الى دعم مالي اكبر بكثير وهي تستحقه». وشدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على أن «الوضع يزداد صعوبة» بالنسبة الى الدول التي تستقبل هؤلاء اللاجئين.