دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الحكومة ومجلس الأمة (البرلمان) الى العمل معاً لتحصين البلاد ضد «الارهاب العابر للحدود، إذ نرى دولاً تتفكك وحكومات تنهار ومؤسسات تتلاشى». وقال الأمير في كلمة افتتح فيها الدورة الجديدة للبرلمان أمس إن «الاستقرار والأمان اللذين تعيشهما الكويت يحتاجان إلى حفظ النعم واستخلاص الدروس والعبر مما يجري حولنا». ولفت الى التراجع في أسعار النفط وأثر ذلك في الاقتصاد الكويتي، داعياً الى تقليل اعتماد هذا الاقتصاد على الإيرادات النفطية. وقال إن «الكثير من أقطار العالم العربي تجتاحها أعاصير عاتية وزلازل مدمرة من الحروب الأهلية واعمال الارهاب والانفلات الامني ومعاناة من ويلات الارهاب وفقدان الامن ومن تشريد وتجويع وفوضى ودمار ومن سفك للدماء تمارسها تنظيمات متطرفة ومليشيات مسلحة وجماعات متشددة تنشر الفوضى وتجر الدمار». وتابع: «في هذا المشهد المأسوي نرى دولاً تتفكك وحكومات تنهار ومؤسسات تتلاشى أدت الى فوضى شاملة غاب فيها القانون وانعدم فيها النظام والامن والامان وأصبحت اقدار الناس بأيدي مسلحين مجهولين اجبرتهم الى التشرد داخل وخارج اوطانهم». لذلك «فإننا في هذا البلد الآمن الأمين نحمد الله على نعمة الأمن والامان والسلام والاستقرار التي تستوجب منا حفظ هذه النعم واستخلاص الدروس والعبر مما يجري حولنا فالعاقل من اتعظ بغيره». وزاد: «علينا ان نعمل جاهدين لتحصين وطننا ضد وباء الارهاب العابر للحدود وحماية مجتمعنا من اسباب الفتن والنزاعات وذلك بترسيخ وحدتنا الوطنية». وعلى المستوى الاقليمي، أعرب الشيخ صباح عن ثقته بأن «أداءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية يرتفع الى مستوى الاخطار التي تهدد بلداننا والتحديات التي تواجه شعوبنا وتعزز قدراتنا وإمكاناتنا الجماعية». ودعا الى «تطوير وبناء نشاطات اقتصادية منتجة توفر فرصاً للعمل للشباب وتنوع مصادر دخل الدولة وتقلل اعتماد اقتصادنا الوطني على النفط» ، ملاحظاً وجود «دورة اخرى من انخفاض اسعار النفط نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية تعصف بالاقتصاد العالمي مما يلقي بظلالها السلبية على اقتصادنا الوطني». وحض النواب على «اصدار التشريعات واتخاذ القرارات اللازمة التي تحمي ثرواتنا النفطية والمالية»، وكذلك «منع الهدر في الموارد وترشيد الانفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه من دون المساس بالاحتياجات الاساسية للمواطن». وشهدت الجلسة الإفتتاحية كالعادة كلمة لكل من رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وأجرى النواب بعد ذلك انتخاب اللجان البرلمانية. يذكر أن المعارضة تقاطع البرلمان منذ إبطال مجلسه عام 2012 بقرار من المحكمة الدستورية، خصوصاً بعد استصدار الحكومة مرسوماً في غياب المجلس لتعديل قانون الانتخاب.