وصل رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي يوم أمس الى بغداد في زيارة رسمية يتوقع أن يوقع خلالها اتفاقات في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة والنقل، وأن يبحث في وساطة أردنية بين العراق وسورية. واستقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مطار بغداد الدولي نظيره الأردني الذي وصل على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزراء الصناعة التجارة والطاقة والنقل والزراعة. وأوضح مصدر حكومي عراقي أن «محادثات الذهبي في بغداد ستتطرق إلى ملف نقل النفط العراقي الخام بأسعار تفضيلية إلى الأردن، وإعادة تشغيل أنبوب النفط الذي يصل العراق بمصفاة البترول في منطقة الزرقاء». وأضاف المصدر ذاته أن «البلدين سيبحثان في توقيع اتفاق لتفعيل التجارة الحرة، وتسهيل عملية دخول المواطنين العراقيين الى الأردن، وخصوصاً رجال الأعمال والتجار، وتسهيل اجراءات نقل مواد البطاقة التموينية عبر الأردن الى كل مناطق العراق وامكان مشاركة الشركات الأردنية في مشاريع استثمار ضمن حملة البناء والاعمار التي شرعت بها الحكومة». لكن القيادي في «حزب الدعوة – جناح المالكي» النائب كمال الساعدي كان قال ل «الحياة» إن «رئيس الوزراء الأردني يحمل مبادرة لانهاء الأزمة بين دمشق وبغداد»، مشيراً الى أن «الذهبي سينطلق من أن العراق لم يتهم سورية، انما أشخاصاً موجودين على أراضيها، وأن المحكمة الدولية لن تكون ضدها بل لمحاكمة القتلة». الى ذلك، نفى عادل عبدالمهدي نائب رئيس الجمهورية تصريحات اعلامية نسبت اليه عن تبرئته البعثيين في حوادث تفجيرات وزارتي الخارجية والمال أخيراً. وأكد عبد المهدي في اتصال مع وزير الخارجية هوشيار زيباري ضرورة التنسيق الرسمي في المواقف. وقال المسؤول الاعلامي في مكتب عبدالمهدي فهد الصالح في اتصال مع «الحياة» إن «تصريحات نائب رئيس الجمهورية في احدى القنوات الفضائية التي ذكر فيها تبني تنظيم القاعدة تفجيرات الأربعاء الدامي فهمت من آخرين خطأ، وأشاروا الى أنها كانت تبرئة للبعثيين، في حين لم يذكر السيد النائب في حديثه البعثيين». وفي بيان آخر منفصل، أكد مكتب عبدالمهدي أن الأخير اتصل أمس بوزير الخارجية هوشيار زيباري وبحث معه في تنسيق الموقف الرسمي في التعامل مع القضايا والأزمات التي تحدث بين العراق والدول الأخرى. ونقل البيان تشديد عبدالمهدي «على ملاحقة الملفات السياسية بموقف مشترك بين جميع المسؤولين العراقيين». وجدد نائب رئيس الجمهورية تأكيده أهمية حل المشكلات مع سورية من طريق الحوار والديبلوماسية، مشيراً الى أن وجود عناصر بعثية في سورية يؤثر في الوضع العراقي. وجاء بيان عبدالمهدي بعد يوم من انتقادات وجهها وزير الخارجية اليه بعد تصريحات طالبت بوقف التصعيد مع سورية. وكان عبدالمهدي أكد في مقابلة مع قناة «الحرة» يوم أول من أمس أن مصلحة العراق وسورية أن يتجها الى الحلول السلمية، وليس الى أي شيء آخر. وأوضح أن العراق أرهقته الصراعات القديمة، ولا نريد أن نعود الى تلك الدوامة من الصراعات التي تستهلك الواقع العراقي. ونقل بيان مكتب عبدالمهدي عن زيباري قوله خلال الاتصال الهاتفي إن «العراق يسعى إلى التهدئة مع الجارة سورية وحل المشكلات من طريق الحوار، مؤكداً أهمية معالجة جذور هذه القضية». الى ذلك، اعتبر النائب عن «جبهة التوافق» أحمد العلواني أن الحكومة العراقية «استعجلت في الاتهامات التي وجهتها إلى الجارة سورية، والتي أدت إلى تصعيد سياسي بين البلدين».