صفان من البيادق في جامعة الملك سعود! صورة تستوقف زائري كلية الحاسب بالجامعة، في إطارها طالبان أحدهما بدا توتره ملحوظاً والآخر يطلق ابتسامات صفراء مترجمة فخره بعد أن حاصر بيادق صاحبه، «كش ملك» قالها الأول والذي عمل بمبدأ الرجوع خطوة في سبيل التقدم خطوتين وهي قاعدة يستند عليها لاعبو الشطرنج المحترفون مخترقاً بها بيادق صاحبه. دقت ساعة الحائط الكبيرة معلنة انتهاء وقت الفراغ للطلبة وبدء المحاضرة. بعد 20 عاماً من الفتور في النشاط الطلابي في أروقة الكليات استيقظت عمادة شؤون الطلاب أخيراً، وأعدت صالات لترفيه الطلاب في أوقات فراغهم، شملت نشاطات تستهويهم، بدءاً بطاولة الشطرنج ونزولاً لألعاب الفيديو وطاولات التنس والبلياردو، والأجمل من هذا كله تجسيد الطلبة للوعي، إذ إن هذه الصالات لم تفقد أي بيادق أو مضارب تنس، على غير المعتاد في الأماكن العامة. وبعد أن كان عدد من الطلبة يدفعون أكثر من ربع مكافآتهم الجامعية (990-840) لقضاء أوقات فراغ حتمها عليهم جدولهم الجامعي للتسلي بألعاب الفيديو في مقهى قريب من الجامعة، وفرت بعض الكليات أخيراً صالات ترفيهية تحوي ألعاباً ذهنية ومهارية إضافة إلى الهواية المحببة لدى للكثيرين «ألعاب الفيديو». عبدالله الموسى الطالب في كلية الحاسب أحد من التقتهم «الحياة» على مدخل إحدى الصالات، يقول: «في أحد الفصول الدراسية كان في جدول محاضراتي فراغ ثلاث ساعات، كنت أقضيها في مقهى قريب من الجامعة يوفر وسائل ترفيه، وكنت أدفع قرابة 300 ريالاً من مكافئتي الشهرية إلى أن أنقذني أحد الأصدقاء وأعلمني بهذه الصالة». تجولت «الحياة» داخل إحدى هذه الصالات التقت بعدد من الطلاب الذين وجدوا ضالتهم فيها، فبدلاً من الخروج إلى مقهى قريب للجلوس والدردشة جعلوا هذه الصالات مجمعاً لهم، وعلى رغم أن صالات الألعاب هذه خُصّت بكليات دون أخرى، إلا أن ذلك لم يمنع طلاباً من تلك الكليات المنكوبة من الحضور مع زملائهم في تلك الصالات، ولم يكن من طلاب الكلية الحاضنة للصالة إلا الترحيب بهم. من جهته، وصف عميد شؤون الطلاب في جامعة الملك سعود الدكتور فهد القريني مشروع صالات الألعاب ب«المتكامل، وأنه يخدم جميع كليات الجامعة»، ملقياً باللائمة في وجود الصالات بكليات دون أخرى على إداراتها. وقال: «أرسلنا إلى جميع الكليات طلباً بتوفير مقر للأنشطة الطلابية، ومتى ما سُلمنا المقر نشرع بتأسيسه فوراً». وذكر القريني أن الكليات التي تضم صالات ترفيه ثمان كليات ولا تزال العمادة في طور إنشاء صالات جديدة، معتبراً أن لهذه الصالات «أثراً إيجابياً على الطلبة». وأضاف: «من خلالها يمارس هواياته في أوقات فراغه». ولفت القريني إلى أن صالة الترفيه لا تقتصر على الألعاب فقط «فهناك أمور ممكن أن يستفيد منها الطالب، كآلات طباعة وأماكن مخصصة للكتابة، فهدفنا تأمين جميع حاجاتهم داخل هذه المقار».