تبدأ رحلة المعاناة لعدد كبير من الفتيات السعوديات بعد حصولهن على شهادة الثانوية العامة، إذ يصعب عليهن الالتحاق بالقسم الجامعي الذي يرغبن في دراسته، كون الجامعات في المملكة لا يتوافر فيها سوى تخصصات محدودة للطالبات، بينما تُفتح أبواب جميع الأقسام للشبان. وأسهمت قلة التخصصات للفتيات في إجبارهن على الدراسة في أقسام لا تتواءم مع طموحاتهن، ما أدى إلى انخفاض المستوى الدراسي لعدد منهن، الأمر الذي يؤخر تخرجهن، وكذلك كثرة طلباتهن بالتحويل من قسم إلى آخر أو من جامعة إلى أخرى. وأكدت مجموعة من الطالبات في حديثهن ل«الحياة» أن هناك ظلماً للفتاة في التخصصات الجامعية، فمن حقها إكمال مسيرتها التعليمية بما ترغب فيه من الأقسام، ومساواتهن بالذكور، مشيرات إلى أن كلية اللغات والترجمة يندرج تحتها قسما اللغتين الفرنسية والإنكليزية للإناث، أما للذكور فيوجد 4 أقسام هي العبرية والفرنسية والإنكليزية والإسبانية. وتوضح خريجة قسم علم النفس من جامعة الملك سعود رشا الصالح أن تخصصها من أجمل التخصصات وراضية عنه تماماً، «المناهج التي درستها في الجامعة غير كافية لممارسة العمل في نفس المجال، فلا يمكنني أن أكون أخصائية نفسية إلا بعد دراسة مرحلة الماجستير، ما اضطرني إلى ممارسة عمل إداري في إحدى الشركات التي لا علاقة لنشاطها بتخصص علم النفس». وتقول أروى الناصر التي تخصصت في ترجمة اللغة الإنكليزية: «كنت أتمنى لو أن هناك تخصص لغة صينية أو إسبانية للإناث أو حتى عبرية، وذلك لاهتمامي باللغات، لكنني درست الإنكليزية من دون رغبة ولا يناسب طموحاتي، وبعد عامين من الدراسة لم أستطع التأقلم فانخفض مستواي التحصيلي». وتذكر الطالبة في كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلود الشهري أنها تخرجت من الثانوية العامة بنسبة عالية، «قررت الالتحاق بجامعة الإمام، كونها الوحيدة التي يوجد بها كلية الدعوة والإعلام للبنات في الرياض، وبعد قبولي في القسم تفاجأت بعدم وجود قسم إعلام وإنما هو مسمى للكلية لتتناسب مع كلية الذكور». وتضيف أنها درست الدعوة التي لا تتناسب مع ميولها، ما أدى إلى عدم تفوقها كما كانت تطمح إليه، «بعد أن أردت التحويل إلى قسم آخر ردت علي موظفة في قسم عمادة القبول والتسجيل بالجامعة بعبارة: «محد قالك تدخلين شي ما تعرفينه». وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الإعلامي للخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين لمعرفة الأقسام التي تحتاج إليها سوق العمل، وآلية التنسيق مع الجامعات لتوفير وظائف تناسب تخصصاتهن، إلا أنها لم تتلق رداً.