دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظيره البورمي ثين سين الذي استقبل للمرة الاولى في فرنسا في اطار زيارة رسمية، الى مواصلة الاصلاحات والاسراع في الافراج عن السجناء السياسيين. وهذه الزيارة الاولى لرئيس دولة بورما تأتي على خلفية تزايد اعمال العنف التي تستهدف الاقلية المسلمة الروهنجيا. وبعد غداء مع رئيس الوزراء جان مارك ايرولت التقى ثين سين خلال 45 دقيقة فرنسوا هولاند عصر الاربعاء، ولم يدل اي من الرئيسين بتصريح بعد الاجتماع. لكن بحسب بيان للاليزيه فان الرئيس الفرنسي "دعا الرئيس ثين سين لمواصلة عملية الانتقال السياسي بحزم وتعميق الاصلاحات الاقتصادية التي بدأها منذ سنتين. واضاف البيان ان هولاند "شدد على ضرورة الافراج سريعا عن جميع سجناء الرأي بدون شروط وان يسلط الضوء كليا على اعمال العنف الطائفية الاخيرة لسوق المسؤولين عنها الى القضاء". وقد تعهد ثين سين في اطار زيارته الى لندن الاثنين بالافراج عن جميع "سجناء الرأي" قبل نهاية السنة. ودعته منظمات بورمية مدافعة عن حقوق الانسان بعد ذلك الى "ترجمة اقواله الى افعال". ويحتفظ الجيش في بورما بدور اساسي فيما سلطت اعمال عنف دينية الضوء على مشاعر كره للمسلمين لدى الغالبية البوذية من السكان. ودعا البرلمان الاوروبي في 13 حزيران/يونيو الى وضع حد ل"اضطهاد" الروهنجيا مشيرا الى عمليات توقيف وسجن اعتباطي واعمال تعذيب واغتصاب وتدمير ممتلكات او دور عبادة. وتعتبر هذه الاقلية المحرومة من الجنسية في بلادها من الشعوب الاكثر تعرضا للاضطهاد في العالم بحسب الاممالمتحدة. وفي العام 2012 وقعت مواجهات بين الروهنجيا والبوذيين من اتنية راخين اسفرت عن سقوط اكثر من مئتي قتيل و140 الف نازح في الغرب البورمي. ثم امتدت اعمال العنف ضد المسلمين الى مناطق اخرى من البلاد حيث قتل اكثر من اربعين شخصا، ما سلط الضوء على كره كامن للمسلمين في بلد غالبية سكانه من البوذيين. ووعد ثين سين بعدم التساهل مع الذين "يغذون الاحقاد الاتنية". وفضلا عن لقاء مع حركة الشركات الفرنسية الرئيسية ميديف زار ثين سين كاتدرائية نوتردام في باريس وبرج ايفل. وسيتوجه الخميس الى فرساي قبل مغادرته فرنسا. وصرح احد مستشاري هولاند ان الهدف من هذه الزيارة التي تجري بعيدا عن الاضواء -ولم يدل خلالها الرئيس البورمي باي تصريحات علنية في باريس- هو "تطبيع علاقاته مع المجتمع الدولي" و"تجنيب رانغون لقاء منفردا مع لندن التي كان لها على الدوام موقفا تجاه بورما مختلفا عن فرنسا". وقد انتقدت زيارة الرئيس البورمي من قبل منظمات غير حكومية عدة بينها منظمة افاز، وهي حركة عالمية على الانترنت، التي شنت حملة لمناصرة الروهنجيا وحذرت في وثيقة نشرتها على الانترنت الاثنين من ان هناك "عوامل مؤشرة" الى احتمال ارتكاب ابادة جماعية بحق الروهنجيا. ولتنبيه الرأي العام قالت افاز انها جمعت اكثر من مليون توقيع على عريضة. كما قامت حركة افاز الاربعاء في ساحة لاريبوبليك الباريسية امام وسائل الاعلام بتنظيم مشهد تمثيلي للقاء بين فرنسوا هولاند وثين سين اذ وضع ناشطان قناعين منتحلين شخصيتي الرئيسين وهما يشربان الشمبانيا امام قبور كرتونية رفع فوقها لافتة تقول "لا تتخلوا عن بورما لتصبح رواندا المقبلة". ودعت افاز مع منظمات اخرى بينها الاتحاد الدولي لحقوق الانسان الاثنين هولاند الى "لضغط" على الرئيس البورمي و"عدم السكوت عن وضع حقوق الانسان" في بورما. وفي ايار/مايو قام ثين سين الذي اخرج بورما من عزلتها الدبلوماسية مع اعادة ادماج المعارضة اونغ سان سوتشي في الحياة السياسية، بزيارة تاريخية الى الولاياتالمتحدة. وقد اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما بالاصلاحات التي بدأها رئيس الوزراء السابق لدى الفريق العسكري الحاكم سابقا والذي اصبح رئيسا للدولة في العام 2011، لكنه طالب ايضا بانهاء اعمال العنف التي تستهدف المسلمين. كذلك قام الرئيس البورمي في اذار/مارس الماضي بجولة في اوروبا شملت خصوصا النروج والنمسا وبروكسل.