اعتبر الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني أن تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضد بلاده «تثير سخرية» الإيرانيين، لافتاً إلى أن الدولة العبرية تعجز عن شنّ هجوم على إيران. وكان نتانياهو وصف روحاني بأنه «ذئب في ثوب حمل»، معتبراً أنه «يبتسم فيما يصنع قنبلة» نووية، وكرّر أن طهران توشك على تجاوز «خط أحمر» في صنع قنبلة، ملوحاً بهجوم على منشآتها الذرية. وعلّق الرئيس المنتخب على كلام نتانياهو قائلاً: «عندما يقول بعضهم إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وإن دولة بائسة ومهزوزة في المنطقة (إسرائيل) تهددنا يومياً، فإن الإيرانيين يواجهون تهديداتها الجوفاء بسخرية». وسأل خلال لقائه محاربين قدامى شاركوا في الحرب مع العراق (1980 - 1988): «ما هو حجم الكيان الصهيوني ليهددنا؟ عجزه عن تهديدنا في شكل حقيقي وشنّ هجوم على شعبنا، يعود إلى سنوات الدفاع المقدس الثماني للشعب الإيراني (الحرب مع العراق)». ورأى أن الإسرائيليين «يدركون أن شعب إيران سيصمد أمامهم، بمزيد من الإخلاص والقوة». وأشار روحاني إلى مشاركة أبناء مسؤولين إيرانيين بارزين في الحرب، بينهم مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي كان آنذاك رئيساً للجمهورية، ورئيس القضاء سابقاً عبدالكريم موسوي أردبيلي ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) آنذاك هاشمي رفسنجاني. وذكر أنه رأى أبناء أولئك المسؤولين خلال «قتالهم في الجبهات، إلى جنب أبناء الشعب، دفاعاً عن إيران». وزاد: «فرض العدو علينا حرباً سياسية واقتصادية ونفسية، وتصوّر أنه أحدث شرخاً دائماً بين الدولة والشعب، (لكن) شعبنا أعلن في الانتخابات أن علينا الصمود وأن نقدّم مشروعاً وكلاماً جديدين». واعتبر أن الانتخابات وجّهت رسالة مفادها أن «علينا التعاطي مع العالم، مع الحفاظ على مبادئنا، وأن نسعى إلى سياسة حيوية وتعاملٍ بنّاء ومؤثر، يتزامن مع احترام متبادل وصون حقوق» إيران والدول الأخرى. وأضاف: «من دون بناء قدرتنا الوطنية، لن يطأطئ العدو رأسه أمامنا، لأن القدرة الوطنية تعني الاقتصاد القوي والوحدة الداخلية والسياسة الخارجية الفاعلة والحيوية والإيمان القوي والثقافة الغنية والحوافز القوية ووحدة جميع القوى». صالحي إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي استعداد بلاده لجولة جديدة من المحادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، بعد أن يشكّل روحاني فريقاً تفاوضياً جديداً، إثر تسلّمه منصبه في 3 آب (أغسطس) المقبل. وأضاف أن «المفاوضات مع الدول الست ستتواصل طبعاً. ننتظر تسلّم روحاني منصبه رسمياً وتعيينه فريق مفاوضين جديداً». وسُئل هل سيشارك في الوفد المفاوض، فأجاب أن أحداً لم يفاتحه في هذا الشأن. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون حضت إيران على اختيار فريق جديد لمعاودة المحادثات، بعد انتخاب روحاني رئيساً. وأردفت بعد اجتماع في بروكسيل الثلثاء للمديرين السياسيين في الدول الست المعنية بالملف: «نتوقع أن تعيّن إيران فريقاً، ونأمل بحدوث ذلك سريعاً وأن نتمكن من اللقاء في أسرع وقت. اجتمعنا لدرس أفضل طريقة للتقدّم، في محاولة لإيجاد تسوية ديبلوماسية للملف». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسي غربي أن الاجتماع لم يشهد نقاشاً حول عرض جديد لطهران، مستدركاً أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) أثارت احتمال اتخاذ تدابير «إيجابية»، يمكن أن تشمل تخفيف عقوبات، في مقابل مرونة تبديها إيران.