انتقد أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، أئمة مساجد يتخلون عن المساجد التي يؤمون الناس فيها خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ليتوجهوا إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة. فيما كشف المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان، عن «تحديات ومعوقات» تواجه الفرع أبرزها «عدم تخصيص موازنة مستقلة»، و«العجز الوظيفي». وقال أمير الشرقية، خلال استقباله أول من أمس، اللحيدان ومنسوبي الفرع، في المجلس الأسبوعي «الاثنينة»: «نحن في شهر أحوج ما نحتاج فيه إلى التذكير بما يهم الإنسان في نفسه وفي معاشه، و بالعمل الصالح، وبالتجاوز عن الأخطاء، وبالعمل على أن يكون فرداً منتجاً له دور فعال في المجتمع، ويذكره بما عليه من واجبات، ويركّز في هذا الشهر الفضيل على هذه الأمور لأنها هي ما تهمنا»، داعياً خطباء المساجد إلى أن «يركزوا على ما ينفع الحاضرين في معاشهم أكثر من أي شيء آخر». وأضاف الأمير سعود بن نايف، أن «عدداً كبيراً من الخطباء والأئمة في العشر الأواخر، يوكلون آخرين ويذهبون إلى مكان آخر، وهذه ملاحظة مؤلمة؛ أن تجد إنساناً يتخلى عن المسجد ويذهب إلى مكان آخر، حتى لو كان يذهب للعمرة، فالعمرة لا تأخذ منه أكثر من يوم واحد، على رغم أنه صدرت فتوى من المفتي، وتوجيهات من الدولة بأنه من اعتمر يُعطي المجال لغيره، نظراً للتوسعات الكبيرة التي تجري حالياً في المشاعر»، متمنياً من أئمة المساجد أن «يبقوا في مساجدهم، وإن شاء الله لهم أجر كأجر من ذهب للعمرة، إذا امتثلوا لما نصح به مفتي البلاد، وما وجه به ولي الأمر». بدوره، أوضح اللحيدان، أن «الفرع الذي يضم 410 موظفين يشرف على نحو 3500 مسجد، ويتبع له 742 خطيب جمعة، و1846 إمام فرض، و2059 مؤذناً، و940 خادماً، يصرف لهم أكثر من 180 مليون ريال سنوياً. وتشمل عقود الصيانة 1350 مسجداً بقيمة 85 مليون ريال»، لافتاً إلى أن الفرع «يشرف حالياً على تنفيذ 47 مشروع إنشاء وترميم لمساجد في المنطقة، ومشروعي مقار للإدارات، ضمن برنامج الاستغناء عن الدور المستأجرة». وذكر أن الفرع «يشرف على 24 مركزاً، وشعبة، ومكتباً تعاونياً للدعوة وتوعية الجاليات، التي بدورها تقدم أكثر من 10 آلاف مادة دعوية في المساجد، بالكلمات والمحاضرات والدروس، وفي المخيمات ومختلف المناشط، وتوزيع أكثر من مليون مادة مطبوعة، ما أدى إلى إسلام 1123 رجلاً وامرأة». وأشار إلى دعمُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، «وكان نصيب الفرع 50 مليونَ ريال، غطت 52 مسجداً وجامعاً في المرحلة الحالية من برنامج خادم الحرمين الشريفين، لترميم المساجد والجوامع في المملكة، وأكثر من 15 مليون ريال لجمعيات تحفيظ القرآن والمكاتب التعاونية للدعوة في المنطقة». واستدرك اللحيدان، بالقول: «على رغم ضخامةِ ما يتمُّ تخصيصُه من الموازنةِ للوزارةِ عموماً، إلا أن المتطلباتِ تتوسعُ بلحظات، لنجدَ أنفسَنا أمامَ تحدياتٍ ومعوقات، نتخذ بصددها ما نستطيعُه من حلول»، مشيراً إلى «عدم تخصيص موازنة مستقلة للفرع، ما جعل مشاريعَهُ تقعُ تحتَ منافسةِ الاختيار والأولويةِ في الوزارة، وتدخل في دائرة طويلة من الإجراءات، فكان فتح المجال للمحسنين وتشجيعُهم للمشاركةِ في بناء المساجدِ وصيانتِها، إجراءً يُساند ما يُخصصُ في الموازنة». ولفت إلى «التسارع في اتساع فجوةِ احتياج المساجد للوظائف، مقابل ما يخصص لذلك»، موضحاً أن من الخِططِ التي يجري تنفيذُها للمساعدةِ في معالجةِ العجزِ الوظيفي «اعتمادُ بناءِ السَّكنِ للإمام ِوالمؤذن، تحفيزاً على تولي المهمات واستقراراً لوضعِ المسجدِ». وحول صيانةِ المساجدِ، ذكر أن «الوزارة تقومُ حالياً بمعالجة وتحسينِ متطلبات عقد الصيانة. وعُقدت أخيراً، ورشة ُعملٍ في الوزارةِ، لدرس طرقِ تحسينِ صيانة المساجد، شاركت فيها جهاتِ حكوميةِ، وجمعٌ من المختصين».