يجتمع على المبتعثين في رمضان هذه الأعوام مشكلتان، الأولى الغربة، والثانية طول ساعات النهار التي يقضونها في الصيام. هاتان المشكلتان الرئيستان اللتان تقالان، ولكنهم في الواقع يعانون من مشكلات أكثر، فلا توجد أية روحانية وخصوصاً أنهم في موسم صيف والناس «تزهد» في ملابسها وتقلل منها طولاً وحجماً وكثافة! ويميلون إلى «الشفافية» في كل شيء، كما أن الناس هنا على مرمى «نضلة» من المبتعثين عندما يرون أصناف الحلويات والمأكولات سواء الباردة أم الساخنة، ما يطفو على بحر زيت، أو مسجون في فرن ساخن... وللأسف أصبحوا محاصرين بها، فسابقاً كان المبتعث يتذكر شكل السنبوسك والعصائر واللقيمات، أما الآن فيراها عياناً بياناً جهاراً نهاراً «مع فارق التوقيت أيضاً» فيرى «الهاشتاقات» في «تويتر» من بنات يحاولن إظهار «السناعة» وإقناع أمهات الفنانين والمشهورين ليخطبوهن، «من هي خالة ماجدة؟». وإن هرب منها طاح في فخ «الانستغرام» أو «فليكر» أو «الباث» وهلم جراً. تدخل هذه البرامج وكأنك دخلت على بوفيه أحد الفنادق العالمية، الأنواع والأصناف والأشكال والألوان، هذا مقلي وهذا مشوي وهذا محمّص وهذا محمّر وذلك بارد والآخر مثلج، وبينها أصناف لا تعلم ماهيتها وتأكلها لأنك متأكد أنها حلال! ولهذا أنصح الأهالي أن يمتنعوا عن مشاركة هذه الهواية السنائعية، ليس حفاظاً على مشاعر المبتعثين بل على الأقل حفاظاً على أنفسهم من الإصابة بالعين أو الحسد... «ما تسوى عليك» آخر الشهر تتنقل بين الرقاة بسبب صينية سنبوسك.. ومن بوفيه السعادة أيضاً! [email protected] mushakis22@