انطلقت مساء السبت الماضي فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تنظمه جمعية المحافظة على التراث العمراني في بيت نصيف بالمنطقة التاريخية في جدة، وسط حضور عدد كبير من المثقفين والمهتمين والزوار رجالاً ونساءً، وشهدت ليلة الافتتاح محاضرة للباحث والمطوف سمير برقة، تحدث فيها عن الطوافة وتاريخها في الحجاز، مستنداً على وثائق وصور تحكي واقع الطوافة بين الأمس واليوم، ورحلة المطوفين من مكة إلى الدول الإسلامية، وكيفية استقبال وتوديع الحجاج والمعتمرين في مواسم الحج والعمرة. وقال برقة: «إن التواصل الإنساني مع زوار الحرمين الشريفين، وتفهم أوضاعهم، وتلبية حاجاتهم، وتسهيل مهمتهم القادمين من أجلها، هي من أهم المبادئ التي يعمل بها كل المطوفين» وزاد: «تتوارث الأجيال المكية مهنة الطوافة أباً عن جد، فتجد أن معظم أبناء مكة يتوارثونها، ويتخصصون في هذه المهنة الشريفة، وهي خدمة ضيوف الرحمن ومساعدتهم». من جهتها، أكدت رئيسة لجنة الفعاليات عبير الشريف: «أن الأسبوع الثقافي سيشهد العديد من المحاضرات والفعاليات المهمة واستضافة عدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين، مثل: سلمان العودة، ومها عبود باعشن، وعبدالقادر الجيلاني، ويوسف نيازي، وفيصل الكاف». مشيرة إلى أن الجمعية تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال الأمسيات والمحاضرات التي يقيمها كبار المثقفين والأدباء وتنظيم فعاليات الأسبوع الثقافي الرمضاني سنوياً في بيت نصيف التاريخي وسط البلد. إضافة إلى المسار التوثيقي من خلال الزيارات إلى المنطقة التاريخية من المقيمين وطلاب الجامعات والمدارس وزوار مدينة جدة. وقال رئيس الجمعية أحمد الهجاري: «إن الجمعية تسعى مع أمانة جدة والهيئة العامة للسياحة والآثار إلى المحافظة على التراث العمراني في جدة، وإقامة العديد من المناشط الثقافية وتحويل العديد من المنازل التاريخية إلى متاحف وعرض التراث الحجازي واستضافة المختصين في هذا المجال، إضافة إلى إقامة الفعاليات الفولكلورية، والزيارات السياحية، والبازارات الشعبية وبيع المشغولات اليدوية التراثية وغيرها». يذكر أن الجمعية تعمل بها نخبة من الشبان والشابات السعوديين، وتستهدف المحافظة على المنطقة التاريخية في جدة وتنمية الوعي بأهمية التراث وعرضه في الشكل الجاذب للزوار والسياح والمهتمين من المؤرخين والمثقفين، ويستمر الأسبوع الثقافي حتى السبت المقبل من الساعة ال11 مساء، وتشجيع الحضور من خلال المسابقات والجوائز التي تقدم كل ليلة.