أكد عدد من العاملين والمستثمرين في قطاع نقل السيارات بين مناطق المملكة تراجع الإقبال على شحن السيارات بنسبة تراوح بين 33 و44 في المئة وذلك لأسباب عدة، من أهمها عدم توافر مقاعد على خطوط الطيران مما جعل الكثير من المسافرين يعتمدون على سياراتهم في السفر براً، إضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن في جميع شركات النقل. وقال نائب مدير شركة الرسام لنقل السيارات حسن غريب إن هناك تراجعاً في الإقبال على شحن السيارات من الأفراد لأسباب عدة، من أهمها عدم توافر مقاعد على خطوط الطيران، مما جعل الكثير من المسافرين يعتمدون في سفرهم على سياراتهم براً، إضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن في جميع شركات النقل نتيجة ارتفاع أسعار الزيوت والإطارات ورواتب السائقين، لافتاً إلى أن الإقبال من القطاعات الحكومية على شحن سياراتها بين المدن مرتفع في شكل كبير. ولفت إلى أن شركات نقل السيارات ما زالت تعاني من قرار الجهات ذات العلاقة بمنع دخول الشاحنات إلى داخل المدن الرئيسة إلا في أوقات محددة تمتد لنحو 8 ساعات فقط من العاشرة مساء إلى الخامسة فجراً، مما تسبب في تعطل كثير من الأعمال وتأخر شحن السيارات، وبالتالي أثر ذلك في إقبال العملاء على شحن سياراتهم بسبب تأخر وصولها إلى الجهة التي يسافرون إليها. وأشار غريب إلى أن المستثمرين في هذا القطاع رفعوا مذكرات عدة من خلال لجنة النقل البري، «ولكن للأسف لم يحل ذلك الإشكال، خصوصاً أن الشركات طلبت بتحديد مسارات محددة للشاحنات، ثم تتم معاقبة من لا يلتزم بذلك، إلا أن ذلك لم يجد تجاوباً، مما انعكس سلباً على عمل تلك الشركات»، متوقعاً أنه في حال حل هذا الإشكال سيسهم ذلك في خفض أسعار الشحن. وذكر أنه نتيجة لحظر دخول الشاحنات إلا في أوقات محددة تراجع عدد الحملات التي ترسلها كل شركة، «إذ كان في السابق يراوح بين 17 و18 شاحنة لكل سائق في الشهر، أما الآن فلا يتجاوز عدد الشاحنات 6 إلى 12 تقريباً في الشهر لكل سائق شاحنة، وهذا أثر كبير على نمو الشركة وعملها وكذلك على المستفيدين من شحن سياراتهم». من جهته، قال مدير فرع نقليات البرية بالرياض عيد رشدي إن الإقبال على شحن السيارات تراجع مقارنة بالأعوام الماضية لأسباب عدة، من أهمها اتجاه كثير من الناس إلى السفر بسياراتهم براً بسبب تأخر وصول السيارات إلى المناطق التي يرغبون فيها. ولفت إلى أن تأخر وصول السيارات جاء نتيجة الحظر الذي تعاني منه الشركات من دخول الشاحنات إلى المدن الرئيسة، إلا في فترة محددة من الساعة العشرة مساء إلى الخامسة فجراً ما تسبب في تأخر شحن السيارات، خصوصاً أن عملية التحميل والتنزيل والدخول والخروج إلى المدن بحاجة إلى وقت أطول وهذا ما نفتقده. وأكد رشدي أن جميع الشركات طالبت بحل هذا الإشكال مع الجهات ذات العلاقة إلا أننا لم نجد حلاً لذلك، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الشحن منذ عام جاء نتيجة تراجع عدد رحلات الشحن بنسبة تصل إلى 50 في المئة. ويقول أحد العاملين في شركات نقل السيارات عبدالرحمن الفهيد أن أسعار شحن السيارات كانت منذ العام قبل الماضي تراوح بين 300 و500 ريال للسيارة الواحدة ذهاباً وإياباً خلال 48 ساعة، أما الآن فوصلت الأسعار إلى أكثر من 1200 ريال للسيارة الواحدة بارتفاع أكثر من 100 في المئة، ويستغرق وقت وصولها بين خمسة أيام وعشرة أيام ويختلف ذلك من شركة إلى أخرى. وأشار إلى أنه توجد طلبات خاصة ومستعجلة لنقل السيارات خلال 24 ساعة يراوح سعرها بين ألفين وثلاثة ألاف ريال بحسب المدينة التي يتم إيصال السيارة إليها، وهي محدودة ومن فئات محددة هم بحاجة إلى ذلك لظروفهم الخاصة. ولفت إلى أن كُلاً من جدة وأبها هما الأكثر طلباً لشحن السيارات من المواطنين، فيما تشهد القريات طلباً من المقيمين وبعض السعوديين، مرجعاً ارتفاع أسعار الشحن لأسباب عدة من أهمها قرار وزارة العمل، برفع رسوم العمالة الوافدة إلى 2400 ريال سنوياً، مما نتج منه ارتفاع رواتب السائقين في التريلات.