رأى الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «وتيرة التطورات السياسية والامنية المتسارعة في الداخل والمحيط باتت تفرض على الجميع التحلي بالوعي ووضع مصلحة الوطن نصب اعينهم لمنع التداعيات والانعكاسات عنه، وهذا يقتضي تقديم التضحيات والمساعدة في قيام حكومة جديدة تتحمل مسؤولياتها في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة ومخاطرها»، وفق بيان للمكتب الاعلامي للقصر الجمهوري. وعرض سليمان في القصر الجمهوري مع الوزير السابق جان عبيد التطورات السياسية السائدة راهناً على الساحة الداخلية. الى ذلك أكد نواب بيروت «أهمية الإسراع في تأليف الحكومة الجديدة»، وشددوا في بيان بعد اجتماع في المجلس النيابي، بحثوا فيه أوضاع المدينة الحياتية والانمائية، على «ضرورة تسهيل مهمة الرئيس المكلف تمام سلام». وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد قباني ان «الإسراع في تشكيل حكومة طبيعية أمر ضروري لموضوع النفط وسواه»، وقال: «البقاء 4 أشهر بعد من دون حكومة، فهو كارثة». وأعلن عضو الكتلة ذاتها عمار حوري أن «زيارة وفد من كتلة المستقبل الى المصيطبة هي قاعدة على أساس التواصل القائم بيننا وبين الرئيس تمام سلام»، نافياً أن يكون «تيار المستقبل هو من يضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة»، ومؤكداً أنه «كان ولا يزال مع حكومة مصلحة وطنية بعيداً من الاسماء النافرة». وأعتبر حوري في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان»، أن «الفريق الآخر، ومن خلال وضع الشروط كالثلث المعطل، يعمل على عرقلة التأليف». وعن اعلان الرئيس نبيه بري أن لا ثلث معطلاً وأن المفاوضات تجري بشكل منفصل بعد تعليق تحالف «8 آذار»، قال: «إنه كلام جيد ولكن لا بد ان يقترن بالترجمة ليتحول الى واقع». وجدد التأكيد أن «المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة تهتم بأمور الناس، وحكومة كهذه من الحكمة ألا تكون ممثلة للقوى السياسية لا حزب الله ولا قوى 14 آذار، وهذا لا يعني اختيار اسماء معادية لحزب الله وتيار المستقبل بل ان تكون اسماء مقبولة ولكن ليست بصيغة التمثيل المباشر». وعن الجلسة النيابية العامة المقررة في 16 الجاري، قال: «في حال لم يطرأ أي جديد فسيتكرر المشهد نفسه الذي رأيناه في الاول من تموز (يوليو)». وقال عضو الكتلة ايضاً عاطف مجدلاني ان «موقف الرئيس سلام هو ان تكون هناك حكومة مصلحة وطنية، وان لا يكون هناك ثلث مطل واشخاص استفزازيون، وان يكون فريق عمل فعال ليواجه المشاكل في لبنان وهي مشاكل سياسية اقتصادية اجتماعية، ويكون ثابتاً في هذا الاتجاه وهو بانتظار ان تكون هناك حلحلة بمواقف الأفرقاء السياسيين»، لافتاً في حديث إذاعي الى أن «تيار المستقبل لا يريد المشاركة بشخصيات حزبية مباشرة، وهو مع صيغة 8-8-8». وأوضح مجدلاني أن «المستقبل يريد حكومة يكون بيانها الوزاري إعلان بعبدا والالتزام بسياسة النأي بالنفس والحياد عن مشاكل الدول العربية»، لافتاً الى أن «حزب الله لا يريد حكومة في لبنان، لأنه يبحث عن اللادولة وعن الفراغ في لبنان». ولفت عضو كتلة «المستقبل» رياض رحال الى ان «تيار المستقبل ما زال متمسكاً بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة باعتبار انه لم يعد حزباً مقاوماً». ورأى في حديث الى اذاعة «صوت لبنان»، ان «الرئيس بري لا يؤلف الحكومة وإذا أراد مشاركة حزب الله فليؤلفها هو». وسأل: «هل يريد اللبنانيون حكومة سجالات ونكايات؟»، وقال: «يجب على حكومة المصلحة اللبنانية ان تأخذ بما يريده اللبنانيون الذين هم ضد تدخل حزب الله في القتال في سورية ويرفضون وجود السلاح على الأراضي اللبنانية». وزاد ان «الرئيس سلام لا يزال على مواقفه الثابتة إما حكومة حيادية واما حكومة تضم اشخاصاً غير نافذة في الأحزاب السياسية وهو لا يزال بانتظار الرئيس بري ليقدم له لائحة بأسماء الوزراء الشيعة». ورأى عضو الكتلة نفسها خالد زهرمان ان «اتجاه الملف الحكومي ما زال نحو المجهول»، قائلاً: «ان كانت المفاوضات مع قوى 8 آذار كفريق موحّد أو كأفرقاء عدة لا يغيّر شيئاً في الواقع»، لافتاً إلى ان «قوى 14 آذار وتحديداً تيار المستقبل يريد حكومة بعيداً من مبدأ المحاصصة والتسييس». وأعلن عضو كتلة «المستقبل» النيابية باسم الشاب بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «حتى الآن لا يوجد قرار بالمشاركة في الجلسة النيابية التشريعية المزمع عقدها الأسبوع المقبل». وعن تأليف الحكومة، جدد التأكيد أن «التشكيلة الحكومية المقبلة يجب أن تضمّ شخصيّات غير مستفزة، وتتمتع بصفات مقبولة من الجميع». ووصف الشاب تفجير بئر العبد ب «المؤسف والخطير والذي يدعو إلى المزيد من التيقظ والحوار اللبناني – اللبناني لخلق شبكة أمان في حال تكرر هذا الحادث ليبقى محصوراً وتتم معالجته فوراً». ولفت الشاب إلى أن «المؤسسة العسكرية قامت بعمل مشروع عبر التصدي لمجموعة إرهابية تعدت على الجيش اللبناني وبعض المدنيين، ونحن لدينا كل الثقة بالنظام القضائي العسكري». «تفكك 8 آذار سينعكس سلباً» وسأل عضو كتلة «الكتائب» ايلي ماروني: «هل ما يشاع عن تفكّك قوى 8 آذار هو مناورة سياسية لتشكيل الحكومة أم إنه تفكك فعلي؟»، قائلاً: «في الحالين هذا الأمر سينعكس سلباً على ملف تشكيل الحكومة لأن المطالب ستتزايد»، ولفت إلى ان «الرئيس بري طالب باحتكار التمثيل الشيعي في الحكومة، والعماد ميشال عون طالب بعدد من الوزراء استناداً الى حجم كتلته النيابية». وقال ماروني في حديث الى وكالة «أخبار اليوم»: «غداً سنسمع مطالب مماثلة من جهات أخرى ك «الطاشناق» و «المردة» وباقي أفرقاء 8 آذار وكل هذه المطالب بالحصص ستعيد التشكيل الى نقطة البداية»، واصفاً المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني ب «اننا وصلنا الى ما تحت الإنهيار، فراغ أو إجازة في السياسة، حكومة تصريف أعمال عاجزة، رئيس حكومة مكلف غير قادر على التشكيل، مجلس نيابي معطل، الأجهزة الأمنية تسير بسرعة نحو الفراغ، ولا أمل ولا توافق». وأضاف: «كذلك انتخابات رئاسة الجمهورية في غياهب المجهول وسينتهي فصل الصيف ليبدأ العد العكسي لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، فإذا كنا اليوم عاجزين عن تعيين قائد للجيش وعن تشكيل الحكومة، وبالتالي هل نحن قادرون على انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكداً ان «صورة البلد فراغ قاتل وأمن غير ممسوك وفوضى وخوف، لا سيما بعدما عادت السيارات المفخخة».