ركزت المواقف السياسية في لبنان أمس على موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، وما ستؤول إليه الجلسة النيابية العامة في 15 الجاري انتخابياً، وهذا ما بحثه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مقر الرئاسة الثانية. ولفت وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناظم الخوري، إلى أن « توقيع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على قرار المجلس النيابي (بعد جلسة 15 أيار) «مرهون بمضمون القرار». واعتبر في حديث إلى قناة «الجديد»، أن هناك «سابقة في طريقة تشكيل الحكومة، إذ أصبحت كل كتلة نيابية تريد فرض رأيها وحصصها». وشدد على أن «للبنان، وفق ما قال الرئيس سليمان، 3 مقومات تتمثل بالديموقراطية، إعلان بعبدا، وحصر سلاح المقاومة بيد الجيش اللبناني، المرجعية الصالحة للدفاع عن الوطن». وأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد في حفل تكريمي: «إننا سنصوت إلى جانب مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» (لقانون الانتخاب) إذا طرح في الجلسة، وإذا نجح سنمضي به بانتظار التعليقات الدستورية والطعون، وإذا فشل سنفكر بالقانون الذي تجري الانتخابات على أساسه بأقل الخسائر، ونحن وحلفاؤنا حتى الآن لم نتفق على الصيغة ولدينا مجموعة صيغ، وهناك شبه تفاهم على واحدة منها». وفي شأن الحكومة، قال رعد: «مطلبنا ليس تعجيزياً، إنما هو مطلب شراكة حقيقية في حكومة سمينا رئيسها المكلف إلى جانب من سماه، ومن حقنا أن نتمثل فيها وفق أوزاننا وأحجامنا النيابية»، معتبراً أن «أي تجاوز لهذا الأمر لن يجعل الحكومة، التي تكون من مسؤوليتها حفظ وحسن إدارة البلاد، ترى النور، وإذا أراد البعض أن ينفخ في بعض الآذان لتشكيل حكومة اللون الواحد أو حكومة الأمر الواقع، فإننا ننصح هؤلاء ألا يجربوا هذا النوع من الحكومات، حرصاً على البلد والاستقرار، وحرصاً على إمكان أن يبقى هناك أخذ وردّ بين القوى السياسية، خصوصاً في هذه المرحلة». «فاول سياسي كبير» وأعلن رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان، بعد لقائه بري، أن الأخير «يحاول تقريب وجهات النظر، ولكن النوايا عند البعض غير صافية»، معلناً أن موقفه من «الأرثوذكسي» سيكون «منسّقاً بالكامل مع بري، ولن أكون بخلاف معه». وأشار أرسلان إلى أنه «لم يفهم لماذا لم يقم الرئيس سلام بأكثر من جلسة مع بري للوصول إلى شاطئ أمان بتشكيل الحكومة، وهذا فاول (خطأ) سياسي كبير». وشدد أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي إبراهيم كنعان، على أن «المطلوب من الأحزاب المسيحية وقفة تاريخية لتحقيق المناصفة»، وسأل في حديث إلى «صوت المدى»: «لماذا الحديث عن حكومة أمر واقع قبل جلسة 15 أيار بساعات؟ وهل هناك من يحاول مقايضة ذلك بالاقتراح الأرثوذكسي للانتخابات النيابية؟». وأشار عضو كتلة «المستقبل» خالد زهرمان إلى أن قناعات «تيار المستقبل هي تشكيل حكومة حيادية من شخصيات غير استفزازية». واعتبر في حديث إلى «المستقبل» أن «من حضّر طبخة الأرثوذكسي ذكي، لأنه أعاد إلى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون شعبية كانت في مرحلة تراجع». وقال: «المشكلة هي أن السم (الأرثوذكسي) الذي رمي في الساحة، أتى بارتجاجات بين قوى 14 آذار، إذ اضطر حلفاؤنا إلى الانجرار نحو ملعب عون للموافقة على أن للمسيحيين حقوقاً ويجب استرجاعها». «لم يعد لكل لبنان» وطالب عضو كتلة حزب «البعث» عاصم قانصو بتشكيل «حكومة سياسية تدير شؤون البلاد لا سيما في ظل عدم التوافق على قانون انتخابي»، غير مستبعد «تأجيل الانتخابات لمدة سنتين، لأن الوضع السوري لن يحسم قريباً». ورأى قانصو في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» أنه «بمجرد الدخول في منطق الحصص، نكون دخلنا في منطق المحاصصة، وبالتالي في السياسة، ما يبرر المطالبة بتمثيل الكتل في الحكومة وفق الأحجام النيابية». وأشار إلى أن «المشكلة في الحصص الحكومية ليست لدى حزب الله إنما بين العماد عون ورئيس الجمهورية». وطلب في هذا الإطار من رئيس الجمهورية أن «يكون حكماً بين الفرقاء، وألاّ يطالب بحصة وزارية»، معتبراً أن «بكلامه عن الحياد وإعلان بعبدا لم يعد رجلاً لكل لبنان بل ينحو باتجاه قوى 14 آذار». وتمنى قانصو «ألا يعتذر الرئيس سلام، وأن يحاول إيجاد حل للتشكيلة الحكومية، وأن يكون وسطياً بين فريقي 8 و 14 آذار»، معتبراً أن «ما جرى في تكليف سلام لن يتكرر مع أي شخصية أخرى». وأمل الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري «الوصول إلى قانون انتخابي توافقي مختلط، لكننا لن نشارك في جلسة للتصويت على «الأرثوذكسي»، حتى ولو تأمّن النصاب فلن يتوافر له الميثاق». وإذ رأى في حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، أن خطاب الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله الأخير «فرّط بلقب سيد المقاومة لحساب أن يكون وزير دفاع لنظام الأسد»، وأكد أن «نصر الله عكس القرار السوري–الإيراني بعرقلة تأليف الحكومة، وليس صحيحاً أنه لا يريد الفراغ، لأن كل ما قاله عن الحكومة، ولا سيما تمسكه بالثلث المعطل، يصب في خانة الدفع باتجاه الفراغ».