موسكو، أنقرة - أ ف ب - تبرأت لجنة التحقيق الدولية المستقلة في انتهاكات حقوق الانسان في سورية من تصريح عضو اللجنة كارلا ديل بونتي اتهمت فيه مقاتلي المعارضة السورية باستخدام غاز الاعصاب القاتل «السارين». وأوضحت اللجنة الدولية في بيان أصدرته في جنيف أمس أنها «لم تتوصل بعد إلى استنتاجات نهائية حول الأطراف التي قد تكون استخدمت اسلحة كيماوية. ونتيجة لذلك لا يمكنها التعليق على الاتهامات» في هذا الشأن. وحذر رئيس اللجنة باولو بنهيرو كافة أطراف النزاع من عواقب اللجوء لاستخدام السلاح الكيماوي. وتواصل اللجنة الدولية تحقيقاتها في كافة انتهاكات القانون الدولي في سورية. وستقدم تقريرها إلى مجلس حقوق الانسان في جنيف في الثالث حزيران (يونيو) المقبل. وكانت ديل بونتي ذكرت في تصريح إلى قناة ايطالية «انطلاقاً من المؤشرات التي تم الحصول عليها فإن مسلحي المعارضة استخدموا الأسلحة الكيماوية باستعمالهم غاز السارين». وتابعت انه لا يوجد بعد «دليل مؤكد، لكن توجد شكوك قوية، وشكوك ملموسة بأنه تم استخدام غاز السارين، والمساعدة التي تلقاها الضحايا تظهر ذلك». وأوضحت ديل بونتي ان تحريات لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة التي ستطرح ملاحظاتها في الجلسات المقبلة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في الشهر المقبل لم تنته على الاطلاق. وأضافت: «ما زال علينا تعميق تحقيقاتنا والتدقيق فيها وتأكيدها من خلال شهادات اضافية، لكن ما خلصنا اليه حتى الساعة هو ان معارضي النظام هم من يستخدمون غاز السارين». كما أوضحت ان التحقيقات الجارية قد تكشف كذلك ان كانت حكومة الاسد استخدمت هذا النوع من الاسلحة الكيماوية ام لا. في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان امس: «نحن ندعو الغرب في شكل حثيث الى التوقف عن تسييس هذه المسألة الجدية للغاية وتأجيج جو معادٍ لسورية». وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن اطراف النزاع في سورية من عواقب استخدام السلاح الكيماوي. وقال إن «اي استخدام للسلاح الكيماوي في سورية سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الانساني». الى ذلك، اعتبر راسموسن ان رفض سورية المستمر السماح لمفتشي الاممالمتحدة بالتحقيق ميدانياً حول احتمال استخدام اسلحة كيماوية، امر «مؤسف». وقال «من الأهمية بمكان ان يمنح مفتشون من الاممالمتحدة الاذن بالدخول الحر والكامل بهدف التحري عما حصل فعلاً. ومن المؤسف ان ترفض السلطات السورية السماح بمثل هذا الدخول». وأعلن الامين العام للحلف الاطلسي انه لا يملك «معلومات قوية حول من لجأ بالفعل الى استخدام اسلحة كيماوية» بعد تصريحات بونتي التي اتهمت فيها المسلحين المعارضين باستخدامها. وجدد القول ان «استخدام اسلحة كيماوية انتهاك للقوانين الدولية اياً كان الطرف الذي يستخدمها». وأضاف راسموسن ان الوضع في سورية «يبقى موضوعاً مثيراً للقلق الشديد بالنسبة الينا»، وحض المجتمع الدولي على «مضاعفة الجهود لايجاد حل سياسي في اسرع وقت». وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال ان استخدام الاسلحة الكيماوية «خط احمر» بالنسبة لادارته، الا انه قال انه لا يعتزم نشر قوات اميركية على الارض في سورية. في غضون ذلك، بدأت السلطات التركية باخضاع لاجئين سوريين على اراضيها اصيبوا في المعارك في بلادهم لفحوصات دم للتحقق مما اذا كانوا ضحايا اسلحة كيماوية. وصرح مصدر صحي في انقرة رفض الكشف عن اسمه انه «تم اخذ عينات من جرحى اصيبوا في سورية ونقلوا الى تركيا». وأوضح ان نتائج فحص العينات التي اخذها اطباء اتراك على الحدود السورية ثم ارسلت الى مختبر في انقرة لم تعرف بعد. وغاز السارين مثل باقي غازات الاعصاب ومنها سومان وتابون وفي اكس، ليس له لون او طعم او رائحة. ويمكن ان تكون كميات صغيرة منه قاتلة اذا دخلت الجهاز التنفسي او اذا لامست نقطة منه الجلد.