مع عودة الإدارة الأميركية من عطلة عيد الاستقلال، أمس، كثّف الرئيس باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري اتصالاتهما حول الأزمة في مصر. فأجرى كيري مكالمات مع عدد من مسؤولي المنطقة بينهم نظيراه السعودي الأمير سعود الفيصل والتركي أحمد داوود أوغلو ومع المنسق العام ل «جبهة الانقاذ الوطني» محمد البرادعي، في حين أبدى أعضاء في الكونغرس تحفظات عن قطع المساعدات للجيش المصري وحبّذوا استخدامه ورقة ضغط للدفع بالمرحلة الانتقالية. وعقد أوباما ونائبه جوزيف بايدن لقاء مطولاً أمس الاثنين تلقيا فيه ايجازاً استخباراتياً حول الموضوع المصري في ضوء محاولة الإدارة حفظ مسافة بينها وبين الأطراف المختلفة وتأكيدها أنها ليست خلف أي طرف، على رغم تأكيد صحيفة «نيويورك تايمز» أن واشنطن كانت على علم بخطوات الجيش وبعثت بأكثر من تحذير للرئيس السابق محمد مرسي. كما جاءت اجتماعات أوباما في وقت أكدت الخارجية أن كيري يتابع في شكل مكثف الأزمة في مصر، وأنه «على اتصال دائم بفريق الأمن القومي والشركاء الاقليميين». وأشارت الخارجية الى أن كيري يجري اتصالات كل بضع ساعات مع السفيرة الأميركية لدى القاهرة آن باترسون، القريبة من الوزير. وأفاد بيان الخارجية الأميركية أن كيري اتصل في الأيام الأخيرة بالبرادعي والأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية القطري عبدالله بن حمد العطية ووزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد وأحمد داوود أوغلو، وأيضاً مع السلطان قابوس. وركزت الاتصالات على تعزيز الجهود لضمان مرحلة انتقالية ناجحة، ومؤازرة الجهود الاقليمية والأميركية لذلك. وبدورهم، أبدى نواب بارزون في الكونغرس تحفظات عن قطع المساعدات لمصر، ومن بين هؤلاء رئيس لجنة العلاقات الخارجية روبرت مانينديز (ديموقراطي) والسناتور بوب كروكر (جمهوري)، فيما دعا السناتور الجمهوري جون ماكين الى «تعليق المساعدات». وتفادت الإدارة حتى اليوم استخدام عبارة «انقلاب» لتفادي قطع المساعدات للجيش المصري التي تصل إلى بليون ونصف البليون دولار في العام. وستسعى الإدارة إلى تركيز جهودها لتسريع المرحلة الانتقالية واستيعاب جميع الشرائح المصرية فيها بمن في ذلك جماعة «الإخوان».