تراجعت أسعار خام «برنت» باتجاه 107 دولارات أمس متأثرة بصعود الدولار، بعد وصولها إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر في وقت سابق من التعاملات بفعل الاضطرابات في مصر والتي أججت القلق على إمدادات النفط العالمية. وتراجعت عقود «برنت» 61 سنتاً إلى 107.11 دولار للبرميل بعدما وصلت إلى 108.04 دولار وهو أعلى مستوى لها منذ 4 نيسان (أبريل). وانخفض سعر الخام الأميركي 22 سنتاً إلى 103 دولارات للبرميل بعدما لامس في وقت سابق أعلى مستوى له في 14 شهراً وهو 104.12 دولار. وقال دومينيك تشيريتشيلا من معهد إدارة الطاقة: «على رغم أن مصر ليست منتجاً كبيراً للنفط إلا أن الوضع الذي تشهده قد يمتد إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط تصدر كميات كبيرة من النفط إلى الدول المستهلكة». وأكد مصدر في صناعة النفط أمس إن السعودية أنتجت نحو 9.6 مليون برميل يومياً من النفط في حزيران (يونيو) من دون تغير عن أيار (مايو). وأضاف أن أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ضخ 9.5 مليون برميل يومياً في السوق المحلية وفي أسواق التصدير وخزن 100 ألف برميل يومياً. وكانت السعودية أمدت السوق بنحو 9.6 مليون برميل يومياً في أيار. وكانت المملكة رفعت الإنتاج في مايو بواقع 300 ألف برميل يومياً مقارنة مع نيسان (أبريل) وهو إجراء عادي خلال أشهر الصيف لتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء. وعادة ما يكون الطلب على الكهرباء في السعودية مرتفعاً في حزيران عنه في أيار وفق ما تفيد بيانات رسمية. وقال مصدر في قطاع النفط الليبي إن العمل استؤنف بحقل الشرارة النفطي الرئيس بعد التوصل إلى اتفاق مع مجموعة مسلحة أغلقته الشهر الماضي. وأفاد بأن «المفاوضات جرت (أول من) أمس وتأكد اليوم (أمس) أن حقل الشرارة النفطي سيعود إلى العمل». وكان حقل الشرارة الذي يضخ نحو 350 ألف برميل يومياً أغلق في أواخر حزيران في نزاع على حماية المنشأة. وشركة «أكاكوس» المشغلة للحقل هي مشروع مشترك بين «المؤسسة الوطنية للنفط» الليبية و «ريبسول» الاسبانية. الهند والعراق وأفادت الهند بأنها مهتمة باستيراد الغاز الطبيعي المسال من العراق حيث أصبحت واردات هذا الوقود النظيف جذابة بعد أن قررت نيودلهي رفع أسعار الغاز المنتج محلياً بدءاً من نيسان (أبريل) 2014. وأصبح العراق ثاني أكبر موردي النفط الخام إلى الهند بعد أن انخفضت الإمدادات الإيرانية بسبب العقوبات الغربية. وتأهلت شركة «ريلاينس اندستريز» الهندية في منافسة على عقد تطوير حقل الناصرية النفطي ومصفاته. ولفت بيان حكومي صدر أمس وتضمن تفاصيل محادثات أجراها وزير النفط إم فيرابا مويلي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلى أن «الهند مهتمة أيضاً بالمشاريع القائمة على الغاز وباستيراد الغاز الطبيعي المسال من العراق». ويزور مويلي بغداد لحضور اجتماع للجنة الهندية العراقية المشتركة على مدى يومين. ووافقت الهند الشهر الماضي على رفع سعر الغاز للمرة الأولى في ثلاث سنوات وهي خطوة قد تشجع على تعزيز الإنتاج المحلي لكنها ستزيد واردات الغاز الطبيعي المسال الأكثر تكلفة. وأفاد مصدران في «شركة نفط الشمال» بأن ضخ النفط الخام العراقي عبر خط الأنابيب كركوك - جيهان سيستأنف في غضون يومين إلى ثلاثة أيام. والإمدادات متوقفة منذ 21 حزيران بسبب تسرب. الجزائر وأوروبا ووقعت الجزائر والاتحاد الأوروبي أول من أمس مذكرة تفاهم استراتيجية في مجال الطاقة، استكمالاً لمسار ثماني سنوات من المفاوضات للوصول إلى اتفاق شراكة استراتيجية بينهما في هذا المجال. وجرى التوقيع بالأحرف الأولى في العاصمة الجزائر بين رئيس الوزراء عبدالملك سلال ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو. واعتبر باروسو خلال مؤتمر صحافي عقده بعد التوقيع مذكرة التفاهم، بأنها «تكتسي طابعاً استراتيجياً»، مشيراً الى أنها «وثيقة بمحتوى وأهداف استراتيجية». وأضاف أن «الأمر يتعلق بأداة للتنمية والتعاون الطاقوي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي». وأكد أن المذكرة تنص على «كل النشاطات التي تدخل في إطار التعاون الطاقوي لا سيّما التقليدي منه والمتجدد وعلى الصناعة الطاقوية ونقل التكنولوجيات والخبرة والتسيير». كما تنص على «تأمين عملية تزويد أوروبا بالطاقة وضمان حصص الجزائر من السوق داخل الاتحاد الأوروبي، وكذلك على إنشاء مجموعات وقطاعية للتعاون في مجال الطاقة وترسيم كل محاور هذا التعاون». وتزوّد الجزائر الاتحاد الأوروبي بنحو 13 في المئة من احتياجاته من الغاز الطبيعي. وكان المجلس الأوروبي وافق في 15 نيسان الماضي على التوقيع على اتفاق شراكة استراتيجية للطاقة مع الجزائر تنتظر التصديق من قبل البرلمان الأوروبي والبرلمان الجزائري.