توعّد مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع متمردي «الجبهة الثورية» مؤكداً عزم حكومته على القضاء عليهم، مشدداً على أن المعركة في ولايتي جنوب كردفان وشمالها لم تعد تحتمل ما سمّاه «أنصاف الحلول»، قاطعاً بأن التحالف العسكري للمتمردين سيواجه «أبشع هزيمة». واتهم نافع خلال خطاب جماهيري في ولاية الجزيرة بوسط البلاد «الجبهة الثورية» بالقتال ل «تنفيذ مخططات صهيونية وتقويض وحدة السودان ومحاربة الإسلام»، وقال إن القدر كتب على حكومته القتال في كل الجبهات. وأضاف: «وكتب الله النصر لنا ونحن قلة»، مؤكداً أن التمرد لن ينال من الخرطوم ولا مدني (حاضرة ولاية الجزيرة)، منوهاً إلى أن معسكرات في أنحاء البلاد تشهد تدريب الشباب ل «منازلة الأعداء». وقال إن السودان لا يخشى إلا الله. إلى ذلك، وافقت الخرطوم على طلب جوبا استقبال نائب رئيس الجنوب رياك مشار المتوقع وصوله إلى العاصمة السودانية خلال 48 ساعة لمناقشة إمكان تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقات بين البلدين. وجاء ذلك بعد إعلان الحكومة السودانية قبولها مقترحات من الوساطة الافريقية لتجاوز الأزمة بينهما. وطلبت الخرطوم تنفيذ المقترحات الأفريقية خلال الفترة التي منحتها لعبور النفط الجنوبي عبر المنشآت السودانية وهي 60 يوماً. وأعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن جوبا طلبت السماح لمشار بزيارة الخرطوم، ورحّب المتحدث باسم الحزب ياسر يوسف بالزيارة. وأكد يوسف عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب أن خلاف حكومته مع حكومة الجنوب يتمثل في الأساس في قضية الدعم الذي تقدمه جوبا للمتمردين والمسلحين الذين يقومون بهجمات في شمال البلاد. وقال إن أي آلية تفضي إلى إيقاف هذا الدعم مرحب بها، سواء كانت عبر الزيارات أو التواصل أو الحوار أو من خلال مقترحات، شرط أن تفضي إلى إيقاف هذا الدعم. وأكد يوسف أن الحزب الحاكم منفتح للحوار مع دولة الجنوب، ويدعم خطوات الحكومة السودانية في هذا الاتجاه. كما أجرى مسؤول صيني رفيع المستوى محادثات في الخرطوم حول الأزمة الناشبة مع دولة الجنوب بعد قرار الخرطوم إغلاق أنابيب نفط الجنوب. ونقل وزير النفط عوض أحمد الجاز إلى المبعوث الصيني إلى افريقيا زونق جيا لهوا استمرار الخرطوم في ضخ النفط الجنوبي (قبل انتهاء مهلة ال 60 يوماً) لتأكيد حسن نياتها، لكنه شدد على ضرورة التزام جوبا بتنفيذ الاتفاقات الموقعة أمام المجتمع الدولي كحزمة واحده متزامنة، مؤكداً عدم الحاجة إلى مفاوضات جديدة. ومن المتوقع أن يزور المبعوث الصيني كلاً من جوبا واديس ابابا في اطار الجهود الرامية لنزع فتيل الأزمة بين السودان وحنوب السودان. من جهة أخرى، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بشكل مفاجئ عزمه مناقشة ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية جديدة، الجمعة المقبل، إلى جانب جملة من القضايا التي تُعد ضمن «الملفات الساخنة» داخل الحزب الذي ظل يحكم السودان منذ 24 عاماً. وتصاعد الجدل منذ آذار (مارس) الماضي في شأن إعلان البشير تنحيه عن السلطة بعد انقضاء دورته الحالية، وقال إنه لن يترشح في الانتخابات المقبلة المتوقعة في العام 2015. على صعيد آخر، أعلنت «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور عن تحويل سبعة من اعضائها معتقلين في سجن شالا شمال الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلى زنازين الإعدامات، وناشدت منظمات حقوق الانسان التدخل لمعرفة أحوالهم والحيلولة دون إعدامهم. وقال الناطق باسم الحركة جبريل آدم بلال إن الأعضاء المعنيين اعتقلوا بمعركة في العام 2010، وحكم عليهم بالإعدام وظلوا منذ ذلك الحين في سجن شالا بالفاشر.