نفذ الطيران الحربي السوري امس غارات جوية عدة على أحياء في شرق وجنوبدمشق حيث دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السورية، في وقت حققت القوات النظامية «تقدماً طفيفاً» في حي الخالدية في مدينة حمص وسط البلاد. وفجر شخص نفسه بسيارة مفخخة بمبنى تابع لقوات النظام في ريف حلب شمالاً، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران الحربي نفذ غارات جوية عدة على مناطق في حي العسالي جنوبدمشق وأطراف حي القابون في شمال شرقها، من جهة المتحلق الجنوبي رافقتها اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية في حيي العسالي وجورة الشريباتي جنوباً. كما وقعت اشتباكات في منطقة بورسعيد في حي القدم (جنوب) فجر امس «إثر محاولة القوات النظامية اقتحام المنطقة»، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى تعرض مناطق في حي جوبر شرق العاصمة وأطراف مخيم اليرموك جنوبها للقصف من القوات النظامية بعد منتصف ليل الجمعة- السبت. واستهدف مقاتلو المعارضة بعبوات ناسفة وبقذائف هاون حواجز تابعة للقوات النظامية في مناطق نهر عيشة والمتحلق الجنوبي والميدان في جنوب غربي العاصمة، إضافة إلى حاجز غندور في حي القدم. كما نفذ الطيران الحربي والمروحي غارات عدة على مناطق في مدينتي عربين وزملكا في الغوطة الشرقية واخرى على عسال الورد ومنطقة المعرة في القلمون شمال دمشق. وفيما سقطت قذيفتان على مسجد عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك وسُمعت أصوات اشتباكات عنيفة في مزرعة نصري خلف سوق الهاول في منطقة الزبلطاني، قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بريد إلكتروني إن الغارات الجوية طاولت أيضاً مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مشيرة إلى أن المضادات الأرضية حاولت التصدي لطائرات حربية. وبين دمشق وحدود الأردن، استهدفت الكتائب المقاتلة بقذائف الدبابات تجمعاً للقوات النظامية بجانب «اللواء 15» في ريف درعا جنوب البلاد. وتعرضت مناطق في بلدتي سحم الجولان والجيزة المجاورة لقصف عنيف من القوات النظامية ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل، بحسب «المرصد». من جهة اخرى، تجدد القصف امس على حي الخالدية والأحياء المحاصرة في مدينة حمص في وسط البلاد التي تعرضت لقصف عنيف ومتواصل لليوم الثامن على التوالي في محاولة لاقتحامها. ودارت اشتباكات عنيفة على أطرافها. وحققت القوات النظامية السورية تقدماً طفيفاً في حي الخالدية. وقال الناشط يزن الحمصي ل «فرانس برس» عبر سكايب، إن «الجبهتين الأكثر حماوة هما في حيي باب هود والخالدية». وأشار إلى أن قوات النظام «تقدمت منذ يوم (اول) امس إلى بضعة أبنية في أطراف حي الخالدية. لكن اليوم (امس)، لم يحصل أي تقدم جديد»، مشيراً إلى استمرار القصف العنيف وتدمير عدد كبير من الابنية في شكل كامل. وذكر أن هناك العديد من المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض. وأكد الناشط محمود الحمصي الموجود في المدينة أيضاً ل «فرانس برس»، أن الجيش السوري تمكن من «الاستيلاء على كتل من الابنية في حي الخالدية، وان «الجيش السوري الحر» حاول استرجاعها، لكن قوات النظام قصفتهم بالقنابل الحارقة». وقال: «الحملة مستمرة منذ أكثر من عام وشهر بهجمات برية من جميع الجبهات والمحاور وقصف بجميع أنواع الأسلحة والراجمات والهاون مع غارات مستمرة للطيران»، مشيراً إلى أن «اشتداد الحملة الآن هو محاولة لإنهاء المعركة جغرافياً من جانب قوات النظام». وأكد الحمصي مشاركة «حزب الله» اللبناني في الحملة. واحتجاجاً على عدم بذل المجتمع الدولي أي جهد لوقف حصار حمص والعمليات العسكرية ضدها، اعلن عضو مجلس محافظة حمص واصف الشمالي أن المجلس علق عضويته في «الائتلاف الوطني» المعارض، علماً أن مجلس محافظة حمص هو أحد المجالس المحلية التي تم تشكيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المقاتلة ضد النظام لإدارة شؤون هذه المناطق، وهي ممثلة في «الائتلاف» المعارض. وخسر الأمين السابق مصطفى الصباغ المنافسة على رئاسة «الائتلاف» أمام أحمد العاصي الجربا. وقيل إن عدداً من أعضاء المجالس المحلية صوَّت لصالح الجربا. وقال الشمالي ل «فرانس برس» في اتصال هاتفي: «علقنا عضويتنا احتجاجاً على الهجوم الشرس الذي يقوم به الجيش السوري وحزب الله وإيران». وأضاف: «إنهم يستخدمون أسلحة تدميرية ضد حمص، بينما المجتمع الدولي لا يفعل شيئاً». واعتبر أن «الثوار يصمدون بشكل أسطوري». وفي حلب شمالاً، أفاد «المرصد» أن رجلاً فجر نفسه ليلاً بسيارة مفخخة في بلدة معارة الأرتيق في مبنى يضم عناصر من القوات النظامية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وتجددت الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية قرب مفرق سوق الخضرة في حي الأشرفية إثر محاولات للقوات النظامية اقتحام الحي، وسط انفجارات دوت في منطقة الاشتباك يُعتقد أنها ناجمة عن استعمال القنابل في الاشتباكات. وقُتل مواطنان في مخبز السوق المحلية بآخر شارع النيل برصاص عناصر اللجان الشعبية الموالية للقوات النظامية، بحسب «المرصد» الذي أضاف أن حي الشيخ مقصود تعرض لقصف من قبل القوات النظامية ما أدى إلى سقوط جرحى، فيما دارت مواجهات على أطراف حي الحمدانية وفي محيط الأكاديمية العسكرية وسط حركة نزوح للأهالي من الحي. واستهدفت الكتائب المقاتلة مراكز للقوات النظامية في ملعب الحمدانية بعدد من قذائف الهاون. ونفذ الطيران الحربي غارة على محيط مدينة تل رفعت في ريف حلب. وفي الحسكة شمال شرقي البلاد، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مدرسة ابن الأثير في حي الغزل وأنباء عن مقتل عنصر من القوات النظامية وإصابة اثنين آخرين بجروح. وفي شمال غربي البلاد، استهدفت الكتائب المقاتلة بعدد من قذائف الهاون حاجز المعصرة التابع للقوات النظامية في بلدة محمبل في ريف إدلب، في وقت تعرضت مناطق في مدينة معرة النعمان وقريتي فركية وشتان في جبل الزاوية لقصف من القوات النظامية. وقُتل مقاتل من بلدة سرجة في جبل الزاوية في اشتباكات للكتائب المقاتلة مع القوات النظامية. وقصفت القوات النظامية قرى وبلدات سنغرة وعيناتا وحيلا وكفرميد وأبو زبير وسجرة العراقية وبفطامون والحديدية وبسنقول واحسم في ريف إدلب واندلعت النيران في الأراضي الزراعية.