أطلقت النائب اللبنانية بهية الحريري حملة المجتمع المدني «بيكفي خوف» في طرابلس بعد اطلاقها في صيدا، وسط حضور سياسي وديني وعسكري وهيئات المجتمع المدني. وكانت الحريري استهلت زيارتها لمدينة طرابلس بلقاء في منزل النائب محمد كبارة شارك فيه النواب: سمير الجسر، معين المرعبي، قاسم عبدالعزير وبدر ونوس؛ واللواء أشرف ريفي. وجرى عرض المستجدات على الساحة الداخلية الى جانب الأحداث الأخيرة في صيدا والوضع في طرابلس. وأكدت الحريري في كلمة من فندق «كواليتي ان»، ان «أي خرق لأمن المواطن واستقراره وسلامته سقوط للدولة ومعناها ووظيفتها، وخضوع الدولة للاملاءات والهيمنة والسيطرة يجعلها دولة غير عادلة وغير حاضنة لجميع أبنائها، تصبح دولة احتلال، تأخذ الضرائب عنوة وخوة، لأن المواطن الذي يشتري أمنه من دولته ولا يحصل عليه، يكون سُرق واغتصبت حقوقه». ونبهت الحريري الى «ان شعور أي المواطن بالخوف هو تأكيد لزوال الدولة ونهايتها». وقالت: «عشنا في صيدا أياماً صعبة بأوجه مختلفة وبعض وجوهها المأسوية المليئة بالدماء والدمار وسقوط الشهداء وتدمير المنازل واقتلاع الناس من بيوتها. انه الوجه الأكثر قسوة، ونتصدى له ولن نتنازل عن حقنا في معرفة كل ما حصل، وحماية حرية الناس وحرية التفكير والإعتقاد تحت سقف القانون والمؤسسات، ولن نسمح بالقانون أيضاً لأي متجاوز للقانون لأي مؤسسة انتمى أو لأي جهة سياسية». ولفتت الى انها تحمل معها «خوف كل أهالي صيدا والجوار، الذين تعرضت سكينتهم وأمنهم وحريتهم بسبب غياب الدولة القادرة والعادلة ومن حقهم أن يذهبوا إلى القضاء ليدعوا على من بيده مقاليد الدولة ومؤسساتها وحسن سير عملها وسنعمل منذ الآن وسنلجأ إلى القضاء بألوف الدعاوى كلما شعر مواطن بأنه أهين في وطنه تحت إشراف دولته». وناشدت «كل محامي طرابلس والشمال وعكار والبقاع والجبل والجنوب تشكيل تجمعات حقوقية للدفاع عن حقوق المواطن المنتهكة من دولته وكلي أمل بأنه ستكون طرابلس في طليعة من يؤسس لهذه الجبهة الحقوقية». واذ اعتبرت انها «مقصرة بحق الشمال، اذ لولاه لما كانت ثورة الإستقلال الثانية من أجل استعادة الدولة والمؤسسات ولما حفظ الجيش الذي افتدوه بدمائهم في أحداث نهر البارد»، قالت: «قصرت لأنني كنت في موقع من يتوهم أنه جزء من السلطة والدولة والمؤسسات، لكن لن نسمح الآن بتكرار المأساة، ولن نسمح للدولة بأن تتنازل عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها ولن نبقي على مسؤول يرهب الناس ويخيفهم، لن نكرر مأساة المواطن في العام 75، كنا نطلق النار على أنفسنا وندمر منازلنا وأعمالنا ونهجر أهلنا وإخواننا وندعي ونتوهم بأننا نحقق أمننا واستقرارنا». وتوقفت عند «حركة الحياة المدنية التي رفعت الصوت عالياً من طرابلس قبل اشهر ضد الإقتتال وتنازل الدولة عن مسؤولياتها وشاهدت أيضاً باحترام كبير الماراتون الذي انطلق في طرابلس والذي حمل إرادة الحياة والأمل، ألهمتني طرابلس وأنا أتواصل مع الخائفات والخائفين من أبناء مدينتي وجوارها، ألهمتني بأن أسقط عن نفسي أوهام النيابة والوزارة والرئاسة والتيارات والأحزاب والسجالات والصراعات وأرشدتني إلى مواطنيتي الفردية والتي هي صاحبة حقوق كاملة على دولتها ومجتمعها وليس من حق أحد ولا سلطة لأحد ولا لأي قوة او جهة سياسية او عقيدة أن ترهب المواطن أو أن تخيفه وتعلمت منهم أن خضوعنا وإذلالنا وإرهابنا ما كان ليكون لولا خوفنا». وناشدت الحريري الطرابلسيين «لنقول معاً بيكفي خوف، لنبدأ معاً الحملة الوطنية التي يجب أن يوقعها كل مواطن وسنستمر في هذه الحملة في لبنان لإعادة إحياء الوحدة الوطنية المجتمعية». وحددت الاول من أيلول (سبتمبر) كي «يكون يوم المواطن الكبير في دولة لبنان الكبير الذي أعلن في 1 أيلول 1920 لتنطلق فاعليات المواطن اللبناني حتى الإحتفال بالذكرى السبعين للاستقلال التي نريدها ذكرى تكون فيها الدولة استعادت وظيفتها، والمواطن أمنه واستقراره».