مع اقتراب شهر رمضان المبارك، استحوذ الياميش (فواكه مجففة) والمكسرات التركي على السوق الكويتي، ليتغلب للمرة الأولى على الياميش الإيراني، بعد خروج الياميش السوري من المنافسة، نظراً للأحداث السياسية التي تمر بها سورية. وأكد تجار في الكويت ان الياميش التركي استحواذ على أكثر من 50 في المئة من السوق اعتماداً على سعره الجيد، بالإضافة الى الجودة المميزة التي يتمتع بها، لافتين الى أن تدخل إيران في سورية ألقى بظلال سلبية على السلوك الشرائي لمستهلكين كثر. وقالت أحدث إحصائية لاتحاد تجار ومصنعي الأغذية في الكويت، إن حجم استيراد الياميش والمكسرات ارتفع خلال شهر يونيو/حزيران الماضي بنحو 40 في المئة عن بقية شهور السنة، موضحين أن حجم الاستيراد فاق 25 مليون دينار (83 مليون دولار)، وتركزت المنتجات المستوردة على قمر الدين والمشمشية والزبيب بالإضافة الى البندق والفستق وغيرها. وأشار تجار ومسؤولو جمعيات تعاونية إلى أن تعاقداتهم من تركيا تضاعفت هذا العام رغم المنافسة الشديدة من الياميش المستورد من أميركا وإيران ولبنان. وقال سامي حداد، المدير العام لاتحاد تجار ومصنعي الأغذية في الكويت، إن الياميش التركي فرض كلمته في السوق الكويتي، حيث تقل أسعاره عن مثيله المستورد من جهات الأخرى، بما يتراوح بين 10 في المئة و30 في المئة، على رغم أن المستوردين يتحملون تكلفة شحن وتفريغ الشحنات، متوقعاً أن يشهد السوق تفاوت في الأسعار نتيجة تنوع الاستيراد من الدول المختلفة. وطبق عدد من الجمعيات التعاونية في الكويت قرار مقاطعة البضائع الإيرانية في خطوة احتجاجية على تدخل إيراني في سورية، و لجأت إلى الاعتماد على الياميش التركي كبديل للإيراني وذلك في إطار توفير المنتج لمستهلكيها. وأوضح رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات التعاونية، عبدالعزيز السمحان، أن السوق الكويتي سوق مفتوح للمنتجات كافة، وخاصة الياميش التركي، الذي قضم حصة كبيرة في السوق، عبر نقاط البيع للجمعيات التعاونية التي تسيطر على 55 في المئة من سوق التجزئة في الكويت. ولفت إلى أن بعض الجمعيات أعلنت منذ مدة مقاطعتها للمنتجات الإيرانية وفي مقدمتها الياميش، مضيفا: أن لمجلس إدارة أي جمعية تعاونية "الحق في أن يتخذ قرار مقاطعة البضائع الإيرانية، طالما لم تصدر أي ممانعة لذلك من جانب جهات رسمية كوزارات الخارجية والصحة والتجارة وبلدية الكويت وسواها". وزاد حداد ان الياميش التركي يتميز بجودة المنتج والتغليف المميز عن نظيره الإيراني والأميركي، لافتا إلى سعي المستهلك الكويتي إلى المنتجات التركية بسبب جودتها. وأضاف السمحان أن الاحداث في سورية عرقلت عملية الاستيراد، ما دفع المستوردين الى تعويض الكميات من دول أخرى كتركيا ودول الأميركتين، مشيرا إلى أن الأسعار مرتفعة عن العام الماضي بنحو 15 في المئة بسبب ارتفاع الاسعار عالميا علاوة على ارتفاع تكلفة الشحن.