تشكل المحافظة على الوزن الصحي تحدياً يومياً نظراً إلى أطباق الطعام المغرية التي يسيل لها اللعاب. وعلى ما يبدو أن الرجال أكثر مقاومة للأطعمة المغرية مقارنة بالنساء، وفقاً لنتائج دراسة أميركية حديثة. الدراسة جرت على 10 رجال و 13 امرأة من الوزن الطبيعي الذين امتنعوا عن الطعام والشراب لمدة 17 ساعة، وبعدها وضعت أمامهم تشكيلة واسعة من الأغذية المغرية، وبعد أن تلقوا تعليمات لكبح شعورهم بالجوع لدى رؤيتهم هذه الأغذية، تم قياس النبضات العصبية بواسطة التصوير الومضاني لمختلف مناطق الدماغ. النتائج التي تمخضت عنها الدراسة أفادت بوجود زيادة في النبضات العصبية المسؤولة عن الشعور بالجوع عند المرأة مقارنة بالرجل، وبناء عليه استنتج العلماء أن الذكور يتفوقون على الإناث في مقاومة الأغذية المغرية. ولمواجهة الأطعمة المغرية وبالتالي الحفاظ على الوزن الصحي فإن النصائح الآتية مفيدة على هذا الصعيد: 1- تناول وجبة متوازنة ومتنوعة، وتوصي كلية هارفرد للطب بأن يكون نصف الوجبة من الفواكه والخضار المتنوعة، والنصف الآخر يضم ربعين، الأول يتألف من أغذية غنية بالسكريات البطيئة الامتصاص والألياف، مثل الحبوب الكاملة. أما الربع الآخر فيحتوي على البروتينات من مصدر حيواني ونباتي مع تقنين استهلاك اللحوم الحمراء والحلويات. 2- استعمال الدهون الجيدة التي تحمي الخلايا، والابتعاد قدر الإمكان عن الدهون السيئة التي تعرض لخطر الإصابة بتصلب الشرايين . وإذا أخذنا بالرأي الصادر عن وكالة الأمن الصحي والغذائي الفرنسية فإن الدهون الجيدة يجب أن تشكل نسبة 30 إلى 40 في المئة من الطاقة اليومية التي يحتاجها الشخص يومياً. 3- اختيار المنتجات الكاملة، لأنها غنية بالسكريات البطيئة الامتصاص التي تنساب إلى الدم بتؤدة من دون أن تحدث تقلبات مفاجئة في مستوى السكر فيه. كما أن هذه المنتجات غنية بالألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة. 4- الإكثار من الخضر كونها فقيرة بالسعرات الحرارية لكنها غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية. ويفضل تناول الخضر نيئة أو مسلوقة. وتتمتع الخضر بخصائص عدة، فهي تساهم في خفض ضغط الدم، وفي خفض مستوى الكوليسترول، وفي الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية والإصابة بالداء السكري النوع الثاني. 5- شرب الماء بكميات كافية على مدار اليوم حتى في حال عدم الشعور بالعطش، وحبذا لو تم الشرب بجرعات صغيرة خارج أوقات الوجبات، وإذا دعت الضرورة يمكن ارتشاف جرعات قليلة خلال الوجبة لأن المبالغة في الشرب تعرقل عملية الهضم. وبالطبع من الضروري زيادة كمية الماء أثناء القيام بمجهودات بدنية مكثفة وعند ارتفاع حرارة الجو وبعد الإصابة بالحمى. 6- في خصوص العصائر، يجب تناول كوب واحد يومياً من العصائر الطبيعية، أما العصائر المحلاة فيجب استبعادها لأنها مدعومة بالسكريات البسيطة التي يمتصها الجسم بسرعة، ناهيك عن الإضافات والمنكهات الكيماوية المشكوك في أمرها. 7- لا بد من أخذ وجبة الفطور في الاعتبار لأنها جزء لا يتجزأ من النظام الغذائي المتوازن، كما أنها مهمة جداً لشحذ الجسم بالطاقة اللازمة لبدء المشوار اليومي. إن تجاوز هذه الوجبة الأساسية يؤدي إلى الحد من حرق الطاقة في الجسم، وإلى النقرشة والتهام كميات أكبر من الطعام في الوجبات التالية. ويخطئ من يظن أن القفز فوق وجبة الفطور يساعد على إنقاص الوزن، إذ كشفت الدراسات السريرية أن تناول وجبة الفطور يساهم في ضبط الوزن.