بدأت قوة حفظ السلام الجديدة التابعة للأمم المتحدة مهمتها في مالي رسمياً امس، وستتولى ضمان الأمن والاستقرار في هذا البلد الغارق في أزمة والذي سيشهد انتخابات رئاسية محفوفة بالمخاطر بعد أربعة أسابيع بالتحديد. وخلال حفل نظم في باماكو لإطلاق مهمة البعثة، حرص برت كوندرز ممثل الأممالمتحدة في مالي على شكر جنود القوة الأفريقية التي كانت منتشرة في البلاد وقوامها 6300 عنصر ودمجت الآن مع بعثة الأممالمتحدة على «العمل الذي انجزوه». وأوضح كوندرز أن «مهمتنا هي ضمان الأمن في كبرى المدن في الشمال وحماية المدنيين» وحقوقهم وكذلك «الوساطة السياسية». وحضر المراسم وزير الدفاع المالي ياموسا كامارا وكذلك وزير الخارجية تييمان هوبير كوليبالي إلى جانب مسؤول عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسو وبيار بويويا ممثل الاتحاد الأفريقي في مالي والقائد السابق للقوة الأفريقية. وقال بويويا الرئيس البوروندي السابق: «سأبقى في مالي وسأهتم من الآن فصاعداً بالمسائل السياسية والوضع في الصحراء». ويقود هذه القوة الجنرال الرواندي جان بوسكو كازورا ومن المفترض أن يرتفع عديدها إلى 12600 عنصر (من العسكريين والشرطيين) وستكون مهمتها حفظ الأمن في مالي خصوصاً في منطقة الشمال الشاسعة التي تشكل حوالى ثلثي البلاد. وبعد انقلاب عسكري في باماكو في 22 آذار (مارس) 2012، احتلت مجموعات متطرفة وأخرى مرتبطة بتنظيم «القاعدة» هذه المنطقة ومدنها الرئيسية مثل غاو وتمبكتو وكيدال في الأشهر التي تلت، وارتكبت فيها تجاوزات عدة. وتمكن الجيش الفرنسي من طرد قسم كبير من هؤلاء المقاتلين منذ تدخله في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي ويواصل حالياً مهمته بدعم من قوات غرب أفريقيا وتشاد العاملة في إطار القوة الأفريقية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لفت في مطلع حزيران (يونيو) الماضي الى ان المجموعات المتطرفة على رغم انها خسرت «تقدمها التكتيكي» وقسماً كبيراً من «ملاذها الآمن» في شمال مالي، الا انها لا تزال قادرة «على القيام بتهديدات كبرى»، مشيراً الى «شبكات دعم وهيكليات تجنيد». وسيكون في وسع قوة الأممالمتحدة والجيش المالي الاستناد الى دعم القوات الفرنسية البالغ عديدها 3200 عنصر. الا ان باريس أعلنت خفض هذه القوة تدريجياً الى ألف عنصر فقط بحلول نهاية العام. والقوات التي ستكمل القوات الأفريقية العاملة في اطار مهمة الأممالمتحدة، ستأتي من دول افريقية مثل بوروندي وقارات اخرى. ومن غير المؤكد ان جميع جنود غرب افريقيا العاملين ضمن القوة الأفريقية سيبقون في المكان. وأبرز التحديات امام القوة الجديدة سيكون ضمان امن الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 28 الشهر الجاري. وترشح للانتخابات 36 شخصاً بينهم أربعة رؤساء وزراء سابقين لكن امكانية اجرائها في موعدها ليست مضمونة رغم الضمانات التي قدمتها فرنسا التي تضغط من اجل حصول الانتخابات في موعدها.