تستعد داغستان في أيلول (سبتمبر) القادم لإقامة مهرجان كبير لمناسبة مرور 90 عاماً على ميلاد شاعر داغستان الكبير رسول حمزاتوف. بناء على أمر رئاسي أصدره رئيس داغستان بتسمية 2013 عام رسول حمزاتوف. لحمزاتوف عدد كبير من المؤلفات الشعرية والنثرية من أشهرها كتاب «داغستان بلدي»، الذي يقول فيه: «أمس كنت أتسلل إلى أعشاش الطيور، أغري أصدقائي الأطفال بصعود الجبال، وأتي الحب عنيفاً أزرق العينين، فجعلني دفعة واحدة كبيراً، أمس كنت أحسبني كبيراً راشداً، أشيب، وحكيماً حتى آخر أيامي، وأتى الحب، وابتسم في بساطة، فإذا أنا ولد صغير». ويقول أيضاً: «إذا أطلقت نيران مسدسك على الماضي أطلق المستقبل نيران مدافعه عليك». عاش هذا الشاعر الكبير عمره يغني لبلده داغستان متغزلاً بأرضها وجبالها، ما جعل ذكر اسمه كافياً لتذكر معه داغتسان. يقول عن تعلقه ببلده: «إن الشعراء ليسوا طيوراً مهاجرة، والشعر بدون التربة الأم شجرة بلا جذور وطائر دون عش.. إني أود أن أضيف شيئًا ولو سطرًا واحدًا إلى كنز الشعر ببلادي، أود أن أهب الجميع أناشيد أمي عن بيتي الصخري وقريتي تسادا حيث ولدت، عن الجبال والشطآن». ولعل آخر ما ترجم لرسول حمزاتوف إلى العربية كتاب «من القصائد الأخيرة» ترجمة شاهر أحمد نصر... وفي قصائده الأخيرة يبرز ذكره الموت جلياً، كما أنه يتذكر بعض أحبابه الراحلين مثل زوجته فاطمة فيقول: «ما الذي بقي أخيراً/ سوى الحب والإيمان؟/ هل بقي أخيراً / إلاّ فاطمة؟» وفي قصائده الأخيرة أيضاً نلمح بروز الجانب الإيماني، يقول: «يا للشيطان، أي شاعر أنا/ ذا لم تبتهج روحي/ بمعنى القرآن الكريم/ يا لحسرتي لأني لا أتقن كأبي/ لغة القرآن الإلهي». توفي حمزاتوف في موسكو في الثالث من نوفمبر 2003، ومن أعماله إضافة لكتابه الشهير «داغستان بلدي» «عام ولادتي» و«كلمة عن الأخ الأكبر» و«قصائد وملاحم» و«جبالنا» و«قلبي في الجبال» و«نجمة داغستان» و«أجراس هيروشيما» و«ديك داغستان» و«عودة الحاج مراد» و«علي يغادر الجبال» و«أغاني الجبال» و«المرأة الجبلية» و«حاكميني بشرع الحب» و«تساداستان». وتتوزع أعمال حمزاتوف بين الشعر والنثر والحكايا والتراجيديا والكوميديا والمذكرات، وقد مثَّلَتها المسارح وأُخرجت سينمائياً، ونال حمزاتوف العديد من الجوائز الأدبية مثل جائزة لينين وجائزة الدولة السوفياتية وجائزة المسابقة الدولية في إيطاليا وترجمت أعماله لأغلب لغات العالم. ولد رسول حمزاتوف في قرية تسادا إحدى قرى داغستان في 8 سبتمبر 1923 وأنهى دراسته العليا في موسكو بمعهد الآداب، وعمل في مسرح متجول في داغستان، إذ كان يكتب ويمثّل ويحاضر، وكان والده حمزة تساداسا أديباً وشاعراً وأحد الزعماء الداغستانيين.