يرى معظم مناهضي الرئيس المصري محمد مرسي أنه لم يحقق أهداف ثورة "25 يناير" (2011)، التي يلخصها شعار "عيش – حرية – عدالة اجتماعية" ، في حين هناك من يرى أيضاً في مواقفه الاقليمية تجاه "حماس" و"الأزمة السورية" ما يستدعي التمرد أيضا والمشاركة في مظاهرات المعارضة غداً المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة تنهي حكمه. وقال محمد حمدي، الذي يعمل في إحدى الشركات القريبة من ميدان التحرير وسط القاهرة، حيث يعتصم مناهضو الرئيس مرسي، بلهجة لا تخلو من الحدة إن "مرسي فتح مصر ل "حماس" تفعل بها ما تشاء، وهم سيردون الجميل غدا في تظاهرات "30 يونيو"". وتتهم بعض وسائل الإعلام المصرية المعارضة حركة "حماس" بالتورط في أحداث على الساحة المصرية والمشاركة في أعمال عنف ضد متظاهرين معارضين للرئيس المصري محمد مرسي. واتهمت "حماس" تلك الوسائل ب "ممارسة حملة تشويه ضدها لأهداف سياسية بدعم من جهات مشبوهة تقدم رشاوى مالية باهظة لصناع الفبركات والأكاذيب"، مستنكرة الزج باسم الحركة وعناصرها ومقاتليها في الأزمات المصرية الداخلية. وأكدت في بيان أصدرته بهذا الشأن، الخميس الماضي، على أنها "لا تتدخل في شؤون مصر الداخلية ولا شؤون أي دولة عربية أخرى". ووقف حمدي أمام لافتة ضخمة في الطريق المؤدي إلى التحرير تدعو أهالي حي بولاق أبو العلا (وسط القاهرة) للمشاركة في تظاهرات "30 يونيو"، وأشار إلى عبارة فيها تتوعد الإخوان و"حماس": "اطلعوا يا شعب مصر... بولاق أبو العلا كفيلة ب "حماس" و"الإخوان"، وذلك رداً على لافتة وضعت قريباً منها تدعي أن "حماس" ستشارك الاخوان في مقاومة تظاهرات يوم غد المناهضة للرئيس مرسي. وتكررت اللافتات التي تربط بين "حماس" و"الإخوان" بصيغ متنوعة داخل ميدان التحرير، ومنها لافتة وضعت داخل "متحف الثورة" الذي دشنه المعتصمون، يوم أمس، ويضم بعض اللوحات والاعمال الفنية المتعلقة بالأحداث في البلاد، تتهم "حماس" بالمسؤولية عن الخلل الأمني في سيناء بسبب الأنفاق بين قطاع غزة ومدينة العريش المصرية. ويرفض قادة "حماس" هذه الاتهامات، حيث قال وزير الداخلية في حكومة "حماس" فتحي حماد، في تصريحات صحافية سابقة إن العلاقة مع الإخوان "معنوية فقط"، نافياً تهديد الأنفاق للأمن القومي المصري. وأشار حماد في تصريحاته إلى أن الأنفاق "موجودة بشكل استثنائى لظروف حصار القطاع حيث لا يسمح بدخول البضائع، لذا استطاع الشعب الفلسطينى أن يبتدع وسيلته للحياة"، على حد وصفه. ولم يكن موقف الرئيس مرسي من "حماس" فقط موضعاً للانتقاد حسب رأي معارضيه، حيث كان موقفه من الأزمة السورية وقرار قطع العلاقات مع نظام بشار الأسد ما يستحق النقد أيضاً. حيث شهد ميدان التحرير رسوما كاريكاتورية تم تعليقها في أنحاء متفرقة منه تربط بين توقيت قرار مرسي، والتوجه الأميركي لتسليح المعارضة السورية، وأن قرار مرسي جاء بعد ساعات من ذلك التوجه. وقال وائل السيد الذي وقف أمام إحدى هذه الرسوم متأملا ما جاء بها: "نحن لسنا ضد قرار قطع العلاقات مع نظام بشار الأسد، ولكننا ضد أن يأتي هذا القرار بعد الموقف الأميركي، وكأن مصر تابعة لأميركا". وأعلن الرئيس المصري منتصف الشهر الجاري عن قطع العلاقات بين القاهرةودمشق، وطرد السفير السوري من القاهرة واستدعاء السفير المصري من دمشق، وذلك في مؤتمر لنصرة ودعم سورية نظمته قوى إسلامية باستاد القاهرة المغلق. وجاء هذا القرار بعد يومين من إعلان الولاياتالمتحدة عزمها تقديم "مساعدة عسكرية" إلى مقاتلي المعارضة السورية، وهو الأمر الذي جعل بعضهم يشير إلى البعد الأميركي في قرار مرسي. وقال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، عصام العريان، في تصريحات صحافية رداً على الانتقادات التي وجهت لقرار مرسي، أن قرار قطع العلاقات مع سورية "كشف الأقنعة عن مؤيدي بشار الأسد، وفضح الخلايا النائمة الداعمة للذبح والقتل باسم المقاومة"، في إشارة منه إلى السياسيين الذين أعلنوا رفضهم للقرار، إلا أنه لم يسمهم. وكان سوريون مقيمون في مصر نفوا الأسبوع الماضي ما رددته بعض التقارير الإعلامية بشأن انحياز عدد كبير من اللاجئين السوريين لطرف ضد الآخر في الصراع السياسي على الساحة المصرية، في إشارة إلى "الأخوان"، لافتين إلى أنهم "ليسوا طرفاً في هذا الصراع"، على حد قولهم. ويقدر عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين في مصر 35 ألف لاجئ، إضافة إلى 18 ألفًا على قوائم الانتظار، غير أن هذا العدد أقل بكثير من الأعداد المتواجدة فعليا على أرض مصر، لعدم رغبة الكثيرين في التسجيل لدى المفوضية، للحصول على قدر أكبر من الحرية في السفر، وذلك وفق محمد الديري رئيس مفوضية اللاجئين بالقاهرة.