أوصى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، بالالتزام بتقوى الله عز وجل واجتناب نواهيه وامتثال أوامره، والتعاون على البر والتقوى والتكاتف والتآلف حول القيادة والعلماء والاجتماع صفاً واحداً كما هي شريعة ومنهج أهل هذه البلاد. وقال في خطبة أمس (الجمعة) في جامع الملك فيصل بأبها، بحضور أمير منطقة عسير فيصل بن خالد: «إن المتأمل في تاريخ الأمم والحضارات والأمجاد والمجتمعات يجد أنها تبني حضاراتها وأمجادها على مبادئ وقيم وثوابت الإسلام، ونحن أمة الإسلام قد أنعم الله علينا بهذا الدين العظيم»، مضيفاً أن «هذا الدين اشتمل على العقيدة الصحيحة والسنة القويمة والعبادات الزاكية والأخلاق السامية، وعلى حسن التعاون بل على الشمول والكمال في كل أمر من الأمور البشرية، ولن تجد حياة السعادة إلا في ظل الإسلام ذي المحاسن والمكارم والفوائد، فلا خير إلا في هذا الدين ولا شر إلا وقد حذرنا منه». وأوضح الشيخ السديس سبل النجاة من الأزمات، وقال: «تمر الأعوام والسنين ويتساءل الكثير من الناس في أمر دينهم، وتصاب الأمة بالأزمات والفتن ويتطلع الغيورون إلى سبل ناجحة للخروج من هذه الأزمات التي تحيط بالأمة في ظل تداعيات الأحداث في المنطقة والعالم، ولن يجدوا ذلك إلا بالعودة الجادة إلى دين الله القويم فهو سبيل النصر والعز والتمكين». وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خطبته ضرورة جمع كلمة المسلمين والتآخي في ما بينهم ونبذ الفرقة والخلاف، قائلاً: «يجب على المسلمين أن يجددوا إسلامهم ويقووا صلتهم بربهم ليتحقق لهم ما تحقق لأسلافهم، ومما ينبغي العناية به في الخروج من الفتن والأزمات والمحن هو الحرص على جمع كلمة المسلمين والتآخي في ما بينهم». وحذر من الطائفية والدعوة إليها، وقال: «الدعوة إلى الطائفية والدعوة إلى الخلافات في الأمة دعوات مخالفة لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف، الذي يجمع المسلمين مهما اختلفت أقطابهم وأمصارهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم». وقال: «أيها المسلمون يا أهل الوسط والاعتدال، ومما يخلص من الفتن بعد حول الله وتوفيقه لزوم منهج الوسط والاعتدال، اتباعاً لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)، فلا غلو ولا تنطع ولا تكفير ولا تفجير ولا تدمير للمجتمعات، وإنما إعمار وبناء وإنماء، ولا تفريط في ثوابت هذه الأمة ولا تساهل في الدين والقيم، بل لابد من العناية بمقاصد الشريعة في حفظ الدين والنفس والمال والعقل والعرض».